السبت، 21 يونيو 2014

خمسة وسبعون ادبا في الصلاة ج1



 (الجزء الاول )

يحتوي
هذا الكتاب الالكتروني على 75ادبا في الصلاة وعلامات قبول الصلاة الاربع
تم
الانتهاء منه في عام 1421هـ
وهو مطبوع
بدار الوطن
لكن هذه
نسخة منقحة ومزيده
جميع حقوق الطبع متاحة لكل
مسلم
 
خمسة وسبعون ادبا في الصلاة
الحمد لله الذي جعل الصلاة عماد
الدين,ورأس الطاعات والقربات من رب العالمين,فدعا الموحدين إلى الصلاة رحمة منه
لهم ,وجمع لهم فيها أنواع العبادات لينال كل عبد من كل قول وفعل شيئا من
عطاياها,وجعلها لأهل رحمته في كل يوم وليلة خمس مرات حتى لا يبقى لهم دنس ولا
ذنوب.
والحمد لله الذي شرف العبد المؤمن
وكرمه على سائر خلقه,وتعبده بصلاة جعل له فيها حظا من عبادة كل سماء,فأهل سماء
سجود, وأهل سماءركوع,وأهل سماء قيام يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يسأمون
,وجمع لك أيها العبد المؤمن هذا كله في صلاة واحدة, وزادك قراءة القرآن تتلوه فيها
وحثك عليها فقال ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) [هود:114].
والحمد لله الذي جعل الصلاة غذاء
للأرواح والقلوب,فهي بحاجة ماسة إلى نزول الرحمات,فشرع لنا الصلاة التي هي من أعظم
أسباب الرحمات,ففي الحديث:((وإن البر ليذر على العبد مادام في صلاته))[رواه أحمد
عن أبي أمامة].
والحمد لله الذي جعل الصلاة توبة تحط
بها خطايا,ففي الحديث:((إن العبدإذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت  على رأسه وعاتقيه,فكلما ركع أو سجد تساقطت
عنه))[رواه البيهقي وصححه الألباني].
والحمد لله الذي جعل الصلاة توبة,ولهذا
شرع لنا في أولها الاستغفار كما في دعاء الاستفتاح((اللهم باعد بيني وبين خطاياي
كما باعدت بين المشرق والمغرب,اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس,اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد))[متفق عليه]
وشرع لنا  ايضا في الركوع الاستغفار ( سبحانك اللهم وبحمد
اللهم اغفر لي  ) و في الرفع من الركوع
((اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد,اللهم طهرني
بالماء والثلج والبرد,اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من
الوسخ))[رواه مسلم]
وشرع لنا في السجود الاستغفار,ففي مسلم
أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده:((اللهم اغفرلي ذنبي كله دقه وجله,وأوله
وآخره,وعلانيته وسره))
وشرع لنا الاستغفار بين السجدتين وقبل
السلام,كما في الدعاء الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر,قال:((:اللهم
إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا كثيرا,ولا يغفر الذنوب إلا أنت,فاغفرلي مغفرة من
عندك,وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم))
وهذه المواطن من مواطن الدعاء في
الصلاة.
والحاصل  أن الصلاة توبة واستغفار؛لأن ما بين الصلاتين
غفلة وجفوة وزلات وخطايا.
والحمدلله الذي عظم شأن الصلاة في
كتابه وعظم أمرها وشرفها وشرف أهلها,وخصها بالذكرمن بين سائرالطاعات في مواضع
كثيرة من القرآن, ووصى بها خاصته, ولهذا لماذكر الله أعمال البر التي أوجب لأهلها
الخلود في الفردوس,وذكرصفاتهم الثمان,ذكرأول صفاتهم بعد الإيمان: الخشوع في
الصلاة؛لأنها أصل لما بعدها, وختم اوصافهم بالمحافظة عليها.
فالصلاة هي أول ما فرض,وأول ما يرفع من
الأعمال,وأول ما يحاسب عليه العبد,وهي آخر وصية وصى بها نبينا عليه الصلاة
والسلام,وهي آخرالدين,ومن ذهب آخردينه فقد دينه كله,فتمسكوا بآخر دينكم واحذروا
تضييعها والاستخفاف بها,واتقو الله فيها خاصة وفي أعمالكم عامة.
ومع عظم شأن الصلاة وأهميتها إلا أنه يوجد
من يستخف بها ويستهين بها ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواولعبا ) [المائدة:58].
وقد توعد الله بالويل لمن سهى في صلاته
فقال (فويل للمصلين ) (الذين هم عن صلاتهم ساهون ).وهذا يشمل  تاركها بالكلية,ويشمل تأخيرها عن وقتها,ويشمل
من يوقعها على غير الوجه المطلوب,كصلاة النقارين والسراقين.

وإذا تبين هذا كله وعلمنا عظم شأن
الصلاة وفضلها في الدنيا والآخرة؛فإن العاقل ليتساءل:لماذا صارت الصلاة ثقيلة على
نفوس البعض منا؟ماهي الأسباب والمسببات واين الداء وما هو الدواء ؟
فنقول:الأسباب كثيرة,نجملها في عدم
الخشوع,وعدم تذكر الآخرة,يقول الله تعالى
(واستعينو بالصبر والصلاة وإنها
لكبيرة إلا على الخاشعين ) (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه
راجعون*[البقرة:46,45]فبين سبحانه أن الصلاة صعبة وشاقة إلا على الخاشعين, ثم بين
بعدها من هم الخاشعون الذين يستشعرون الوقوف بين يدي الله يوم القيامة ويستشعرون
بان الله يسمع كلامهم لذلك قال العلماء هناك فرق بين اقامة الصلاة وبين اداء
الصلاة فمن اقامها نهته عن كل فحشاء وكل منكر ومن كان يؤديها فقد صورة بلا روح فقد
يدخل تحت قوله تعالى ( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ) ولا
يلزم من اضاعة الصلاة تركها بالكليه بل قد يؤدي الصلوات ولكنه   يجري
وراء الشهوات فقد يزني ويسرق ويكذب ويغش بخلاف من اقامها فاحب كل خير وابغض كل شر.
كذلك يتساءل العاقل:لماذاأصبحت الصلاة
عادة وليست عبادة يشتاق إليها مع عظم فضلها وفوائدها؟لا شك أن هناك عدة أسباب
أهمها أننا لو رجعنا إلى أخبار السلف,وتأملنا احوالهم في الصلاة لوجدنا أن الفارق
بيننا وبين الصحابة رضي الله عنهم كبير,والربانيون من هذه الأمة كانوا عند القيام
بهذه الصلاة يستحضرون فضائلها,يقول بعضهم:((من لم يعرف فضائل الاعمال شقت عليه في
جميع الأحوال)),وكانوا يأتون بالأذكار بدافع من يقين يسيطر على النفس والعقل,وشوق
ينبع من أعماق القلب,وشعور عميق بقيمتها ومكانتها عندالله وتقديرلها, فكانو إذا
توضئو مثلا-والوضوء يتكرر مرات في اليوم والليلة  استشعروا عظمة الله لكنه أصبح في حياة الكثير
منا عملا رتبيا- ويستحضرون قول الرسول صلى الله عليه وسلم:((إذا توضأالعبد المسلم
أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل
خطيئة نظرإليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطرالماء,وإذاغسل يديه خرجت من
يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من
الذنوب))[رواه الترمذي]
فأصبحو يؤمنون بكل ما وعدالله عليه من الأجر
والثواب,ويفعلونه طمعا فيه وشوقا إليه,فتحولت عادتهم إلى عبادات وعباداتهم إلى
قربات,ولو التزمنا هذا الاستحضار فكانت عبادتنا وأذكارنا مقرونة بالإيمان
والاحتساب لوجدنا فارقا كبيرا بين ما كنا نعمله ونشأنا عليه في الصغر وبين ما
نعمله مع الاستحضار والاحتساب, ومعنى الاحتساب أن نعمل بالشىء من المأمورات او
المناهيات طمعا في الثواب وخوفا من العقاب.
وكذلك يتساءل العاقل:لماذا صارت الصلاة
وقتا للحسابات والتفكير في أودية الدنيا؟ولماذا يكثر العبث وتزداد الحركة في
الصلاة؟ولماذا لا تنهانا الصلاة عن الفحشاء والمنكر؟إلى غير ذلك من المظاهر السيئة
في الصلاة التي ينبغي علينا اجتنابها وتركها حتى تؤتي صلا تنا ثمارها وفوائدها
التي وعدناالله بها في الدنيا والآخرة,
 إن الصلاة صلة بين العبد وربه وخصوصا يوم
القيامة,يوم تنقطع الصلات والمودات والأنساب,ولا يبقى مع العبد إلا ماكان بينه
وبين ربه,بل تنقطع جميع الاسباب والانساب كلها إلا ما كان لله فقط,وما عداه فسيكون
هباء منثورا. لكن أخرج الإمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة ان عمر رضي الله
عنه قال حينما تزوج: بأم كلثوم بنت علي
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل نسب وسبب ينقطع يوم
القيامة إلا ما كان من سبي ونسبي فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله سبب
ونسب  ) وصححه الالباني لكن قال ابن تيمية
(الذي ينفع الناس طاعة الله ورسوله. وأما ما سوى ذلك فإنه لا ينفعهم لا قرابة ولا
مجاورة ولا غير ذلك، كما ثبت عنه في الحديث الصحيح أنه قال: "يا فاطمة بنت
محمد. لا أغني عنك من الله شيئاً)
وحديث (يا بني هاشم لا يأتي الناس يوم
القيامة بأعمالهم، وتأتوني أنتم بانسابكم وأحسابكم، فاعملوا فاني لا أغني عنكم من
الله شيئاً )
وإذا تبين هذا كله فإليكم الآداب المرعية
في مناجاة رب البرية وهي خمسة وسبعون (75) أدبا في الصلاة,
وقد عزمت على إخراجها لعل أحدا يستفيد
منها,ونحن نستغفر الله الذي لاإله إلا هو من وصف حال الخاشعين مع التقصير والعجز
عن اللحاق بالقوم ,ولكن محبتهم حملتنا على التعرف على منازلهم والعلم بها,فإن العلم
بهذا الشأن خيرمن الجهل به,وفي معرفة حال القوم فوائد عديدة منها: انه لاخير في
عبادة لاعلم فيها وأن المتخلف لا يزال مزريا على نفسه.ومنها:عساه أن تنهض
همته.كماأن هذا العلم الذي ذكرنا في هذه الرسالة من أشرف العلوم بعد التوحيد,ولا
يناسب إلا النفوس الشريفة.
نسأل الله العزيز الوهاب أن يمن على
عبده الضعيف العاجز بفضله ورحمته,وأن يرقيه من العلم إلى الحال,ومن الوصف إلى
الاتصاف,وكل من قرأها وسمعها, إنه قريب مجيب.وأنا أتكفل لمن راعى هذه الآداب وتأدب
بها أنه سيكون من الخاشعين بإذن الله.فإليكم هذه الآداب وعلى الله التكلان وبه
الحول والقوة وهو حسبنالله ونعم الوكيل .
1-فمن الآداب المرعية في الصلاة:طهارة
الأعضاء التي هي محل الكسب والعمل.وهذا الأدب واجب,ففي الحديث:((لا يقبل الله صلاة
امرئ حتى يضع الطهور مواضعه.ثم يستقبل القبلة ويقول:الله أكبر))[رواه أبو
داود].فوضع الطهور مواضعه له أثر في كمال صلاة العبد,ففي الحديث أنه صلى الله عليه
وسلم صلى بأصحابه صلاة الصبح  بسورة
الروم,فأوهم,فلما انصرف قال:((إنه يلبس علينا القرآن,فإن أقواما منكم يصلون معنا
لا يحسنون الوضوء,فمن شهد منكم الصلاة
معنا فليحسن الوضوء))[رواه النسائي وسنده حسن ,وقال ابن كثير في آخر سورة
الروم:إسناده ومتن حسن]. وفيه سر عجيب ونبأ غريب,وهو أنه صلى الله عليه وسلم تأثر
بنقصان وضوء من ائتم به,فينبغي للمصلي الاهتمام بالوضوء وحسنه,فليس المراد غسل هذه
الأعضاء  فقط,بل فيها فوائد عظيمة في
الدنيا والآخرة,وقد تكلمنا عن ثمرات الوضوء في رسالة خاصة,فمن فوائد حسن الوضوء
أنه ورد في الحديث :((مامن امرئ مسلم تحضره
صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من
الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله))[رواه مسلم]
2-ومن الآداب المرعية التي يجب
مراعاتها :نظافة الثياب وأخذ الزينة (يابني ءادم خذوا زينتكم عند كل
مسجد*[الأعراف:31] خذوا زينتكم أي ثيابكم وهذا من المستحبات ؛لأن التنظف والتزين
وتحسين الصورة وطيب الرائحة له أثرفي كمال الخشوع.قال ابن عمر:((الله أحق أن يتزين
له)) وايضا ينبغي للعبد الا يصلى وهو حاسر الراس اذا كان معتادا يغطي راسه لانه من
الزينة والعجيب انك ترى البعض يضع عمامة او شماغه اثناء الصلاة وهذا ينافي كمال
التزين وليس من الادب.مع العلم أنه لا يكمل التزين الظاهر إلا بالتزين الباطن,وذلك
بالإكثار من الاستغفار والتوبة بين الأذان والإقامة؛لأن التزين الظاهر مع خراب
الباطن لا يغني شيئا.
أضف إلى ذلك أن الطيب وحسن  الرائحة له مزية عظيمة في طرد الشياطين ؛لأن
الأرواح الطيبة تميل إلى الروائح الطيبة ,والأرواح الخبيثة تميل إلى الروائح
الخبيثة.
فالملائكة تحب الطيب,والشياطين تفزع
منه .ومن هنا نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل بصلا أوثوما أوكراثا أن
يقرب  المصلي  لما فيه من أذية المسلمين والملائكة.والنهي عن
الشئ أمر بضده,والطيب فيه فوائد عظيمة,فهو غذاء
للأرواح, وله نفع للأعضاء,ويطرد الشيطان ,ففي الحديث: ((إن لله حقا على كل
مسلم  أن يغتسل في كل سبعة أيام,وإن كان له
طيب أن يمس منه))[رواه البخاري]
فإذا حضرالمصلي وهو طاهر الأعضاء لا بس
لزينته طيبة رائحته,فزع منه الشيطان,وكان ادعى إلى الخشوع.
3-ومن
الآداب المرعية في الصلاة:طهارة المكان:فإنه يسن أن تصان المساجد عن الرائح
الكريهة,ففي الحديث:((أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور,وأن
تنظف وتطيب))[رواه أحمد].
4-ومن الآداب المرعية في
الصلاة:السواك:وذلك لتنظيف وتطييب الفم الذي هو طريقا للقرآن ومناجاة الرب,ففي
الحديث-وفيه ضعف-:((إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك))[رواه ابن
ماجة].فالسواك مطهرة للفم مرضاة للرب,فيستحب تعاهده عندالوضوء وقبل الشروع في
الصلاة,وقد ورد الحث عليه عند قيام الليل ,وعند النوم ,والانتباه منه.ففي
الحديث:((إذا قام أحدكم يصلي  من الليل
فليستك,فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه,ولا يخرج من فيه شئ إلا
دخل في جوف الملك))[رواه الضياء].
أما إذا لم يستك,فإن الملك يستمع
فقط,فإذا اجتمعت طهارة الفم مع طهارة الباطن وطيب الرائحة كانت نورا على نور يهدي
الله لنوره من يشاء.نسأل الله أن يجعلنا
ممن يشاء أن يهديه ويختصه برحمته.
5-ومن الآداب المرعية في الصلاة :حضور
القلب :فإن أول منزلة من منازل الصلاة :حضور القلب,فإذا حضر القلب دخل العبد باب
المناجاة,ففهم ما يتلومن القرآن ,فينبغي على المصلي أن يتعاهد حضور قلبه,ويسأل
الله  قلبا خاشعا ,ويستعيذبالله  من قلب لا يخشع,فإنه كان عليه الصلاة
والسلام  يستعيذ بالله من قلب لا يخشع,وإذا
رزق المصلي قلبا خاشعا استغرق في صلاته, فمن أعظم علامات حب الله للعبد : ان يرزقه
حضور القلب في الصلاة ,بل إن منزلة العبد عند الله بقدر حضوره في صلاته.قيل لعامر
بن عبد قيس:أما تسهو في صلاتك؟قال :أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به.ويقول
ابن مسعود:لا ينبغي أن يسأل أحدكم عن نفسه إلا عن القرآن,فإن كان يحب القرآن فهو
يحب الله.
والحاصل :أن حضور القلب هو المقصود
الأعظم في الصلاة,وإلا فما قيمة صلاتك وقلبك في كل واد متشعب ما تدري ما تقول,إن
صلاة الأبدان هي صلاة المنافقين لا صلاة الخاشعين.فيا وافقا في صلاته  بجسده والقلب غائب ما يصلح مابذلته من التعبد
مهرا للجنة,وكلما كثر الوسواس في الصلاة فهذا علامة على امتلاء القلب بالباطل
وبالمعاصي,وإذا كان ممتلئا بالباطل واعتقاده لم يبق فيه للحق مجال,فإذا مال القلب
إلى محبة غير الله لم  يتسع لمحبة
الله.ولهذا قال ابن القيم:((وقبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده)) فقلب
العبد حيث كنزه فان كان قرة عينه في الاخرة خشع وان كان قرة عينه في الدنيا لم
يخشع ولذلك جعلت قرة عينه صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
ولو صلح المحل لزاد ربي,والمفتاح أن
يصدق العبد في الرغبة والرهبة واللجاء إلى من بيده الخير كله أن يلحقه بالقوم
ويهيئه لأعمالهم, ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) ولهذا ورد في الأثر أن الله
عزوجل  يوحي إلى جبريل أن اسلب حلاوة
مناجاتي  من فلان ,فإن تضرع إلي فردها.ومن
هنا قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو حين أمره بالاقتصاد:((إن لكل عمل
شرة ,ولكل شرة فترة ,فمن كان فترته إلى سنة أفلح,ومن كان فترته إلى بدعة خاب
وخسر))[رواه أحمد]
ولهذا تجد الرجل في بداية توبة يريد أن
يعمل كل الخير بكليته,لكن هذه الشرة يعقبها فترة,وهذه سنة الله,ولها فوائد يظهر
فيها  صدق الصادق,ومنها :التشويق إلى
الخير,فمن وجد فترة فليتضرع إلى الله.
والحاصل:أنه ينبغي على المصلي أن يتضرع
إلى الله أن يرزقه الخشوع وحضور القلب,نسأل الله العظيم  قلوبا خاشعة.
6-ومن الآداب المرعية في الصلاة:ألا
يصلي خلف متحدث أو نائم.ففي الحديث:((لا تصلوا خلف النائم ولاالمتحدث))[رواه
أبوداود وحسنه الألباني].لكن بعض الأئمة ضعف رواية النائم,لحديث عائشة أنه صلى
الله عليه وسلم وهي معترضة بينه وبين القبلة.
7-ومن الآداب المرعية في الصلاة:ترك السدل وتغطية الفم بلثام
ونحوه.ففي الحديث :((نهى عن السدل,وأن يغطي الرجل فاه))[رواه البيهقي]والسدل هو
طرح الثوب على الكتفين ولا يردطرفه على كتفيه, وسبب النهي عن السدل أن المصلي
مطلوب منه تحسين هيئته في الصلاة.أما تغطية الفم ففيه ما فيه من الكبر وسوء الأدب
مع الله,ولأن العبد لا يستطيع الدخول على رجل يعظمه وهومتلثم ,ويستثنى منه ما كان
لحاجة كرد التثاءب أو رائحة كريهة أو مرض, أما بدون سبب فهو مكروه.
8-ومن الآداب المرعية في الصلاة :قصر الأمل وتذكرالموت.ومن
هنا جاء في الحديث :((إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع)).لو قيل لرجل:هذه آخر صلاة
لك.كيف تكون صلاته؟هل ممكن أنه يفكر في أي أمر من أمور الدنيا,وقوله صلى الله عليه
وسلم:((اذكر الموت في صلاتك ,فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن
صلاته,وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها))[انظر السلسة الصحيحة].
لكن لما طال الأمل تشعب بنا الهموم في أودية الدنيا فغابت
القلوب وحضرت الأبدان,وهكذا خرجت عظمة الله من قلوب بني إسرائيل ,فشهدت أبدانهم
وغابت قلوبهم,ولا يقبل الله صلاة امرئ حتى يشهد قلبه.
9-ومن آداب المرعية في الصلاة :الإتيان
إليها بالسكينة والوقار.ففي الحديث:((إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة
والوقار))[رواه البخاري].    والحكمةأنه قال
في آخر الحديث:((فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة))؛لأن هذه الحال
هي المناسبة للإتيان إلى هذه العبادة الجليلة,وهي الحال اللائقة بالمناجي لربه
والداخل لبيت من بيوت الله؛ولأن المقبل على الصلاة في المسجد تزيد على صلاته في
بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا,وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد
لا يخرجه إلا الصلاة؛لم يخط خطوة إلا رفعت له درجة ,وحط عنه بها خطيئة,فإذا صلى لم
تزل الملائكة تصلي  عليه مادام في
مصلاه,اللهم صل عليه,اللهم ارحمه,ولا يزال أحدكم في صلاة ماانتظر الصلاة))[رواه
البخاري].
10-ومن الآداب المرعية في الصلاة
:التبكير إليها في أول الوقت (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا
موقوتا.[النساء:103]فلله حق بالليل لا يقبله بالنهار,وله حق بالنهار لا يقبله
بالليل.ففي الحديث عند الحاكم عن أم فروة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن أحب
الأعمال إلى الله؟قال:((الصلاة أول وقتها))فليس المقصود من الصلاة أداءها فقط,بل
إقامتها من ناحية الوقت والوضوء والخشوع والركوع والسجود, ففي مسلم عن أنس :((تلك
صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان  قام فنقرها أربعا,لا يذكر الله فيها إلا
قليلا)), فهل المنافق يصلي؟ نعم ولكن ليس المقصود الأداء بل إقامتها, ومن إقامتها
التبكير والمحافظة على وقتها بل أدائها في أول الوقت الا ما استثنى الشرع.
11-ومن الآداب المرعية في الصلاة:عدم
تشبيك الأصابع.سواء كان  ذاهبا إلى المسجد
أو كان فيه,لحديث:((إذا توضأت فأحسنت وضوءك ثم خرجت عامدا إلى المسجد فلا
تشبكن  بين أصابعك))[رواه الطبراني],وفي
الرواية:((إذا كنت في المسجد فلا تشبكن بين أصابعك,فأنت في صلاة مانتظرت
الصلاة))[رواه أحمد],فالنهي عن التشبيك يشملهما.
12-ومن الآداب المرعية قي الصلاة:أن
يقصد المصلي من الصفوف أولها ,أو عن يمين الإمام,أو خلف ظهره.ففي الحديث:((لا يزال
قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار))[رواه أبوداود].وكذلك
حديث:((ولا يزال قوم يتأخرون  حتى يؤخرهم
الله))[رواه أبو داود أيضا]. ورد في فضل الصف الأول حديث:((إن الله وملائكته يصلون
على ميامن الصفوف)).وقد كان الصحابة رضي الله عنهم  يستعدون للصلاة ويبكرون إليها.يقول عدي بن خاتم
:((ماجاء وقت صلاة قط إلا وقدأخذت لها أهبتها, وما جاءت إلا وأنا إليها با لأشواق )).
فإذا حضرت الصلاة قام أحدهم إلى نعيمه
وقرة عينه فهولا تطيب له الحياة إلا بالصلاة,وهذا دأبهم في كل فريضة؛لأن المحب
يتلذذ بخدمة محبوبه وتصرفه في طاعته,وكلما كانت المحبة أقوى كانت لذة الطاعة
أكمل,فليزين العبد إيمانه ومحبته
بهذاالميزان,وأين هذا من الذين لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى,ويؤخرون
الصلاة عن وقتها ,ويتحرى أحدهم آخر الصفوف التي هي شر صفوف الرجال,والدالة على قلة
رغبة المتأخر في الخير والأجر,ويدعى بعضهم أن ثواب الصف الأول لمن حضر مبكرا ولو
لم يصلي فيه ,وهذا اعتقاد فاسد, يقول عليه الصلاة والسلام :((ولا يزال  أقوام يتأخرون
عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله))
والحاصل:أن التبكير إلى الصلاة والحرص
على الصف الأول من صفات عباد الرحمان الذين يسارعون إلى الخيرات وهم لها سابقون.نسأل
الله من فضله.
13- ومن الآداب المرعية في الصلاة :ضبط
الجوارح في الصلاة.فإذاكان  الناس يتأدبون
عند حضورهم عند الملوك والأمراء فمن باب أولى التأدب إذا وقف العبد بين يدي الله
في الصلاة,ومعلوم أن الإنسان إذا لم يضبط ظاهر فلن يستطيع ان يضبط باطنه,ففي الحديث:((ما
بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم.لينتهين عن ذلك أو ليخطفن
أبصارهم))[رواه البخاري].فليس من الأدب كثرة الحركة والتفات.ففي الحديث :((سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الحصى؟فقال:((واحدة ولئن تدعها خير لك من مائة
ناقة سود الحدق))
14-من الآداب المرعية في الصلاة:عدم
التثاؤب.فإذا تثاءب فليكظم ماستطاع,لانه مكروه حتى في غير الصلاة؛لأنه من
الشيطان,وسببه التوسع في الأكل ,وينشأعنه التكاسل،وذلك بواسطة الشيطان,وعكسه
العطاس,ويحصل من قلة الأكل,وينشأ عنه النشاط,وذلك بواسطة الملك,ففي البخاري
والسنن:((إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب, فإذاتثاءب أحدكم))وفي بعض
الروايات:((في صلا ته فليكظم ماستطاع, فإن الشيطان يضحك منه)) وفي رواية:((فإن
الشيطان يدخل))وفي رواية:((إذا تثاءب أحدكم فليرد مااستطاع ,ولا يقول هاه,فإذا قال
هاه ضحك الشيطان منه)).
وهذاالصوت يشبه صوت الكلب,ففي سنن ابن
ماجه:((إذاتثاءب أحدكم فليرد ذلك ماستطاع,ولا يعوي كالكلب))فالتثاءب مكروه وفي
الصلاة أشد؛لأنه من الشيطان,وهو علامة على الكسل والفتور.
15-ومن الآداب المرعية في الصلاة:اتخاذ
السترة.وليست بواجبة بل هي سنة مندوب إليها,ولها فوائد عظيمة,منها:إحياء السنة
واتباعها,كما أنها تقي الصلاة عما يقطعها.أضف إلى ذلك أنها تحد وتحجب نظر المصلي
فلا يتجاوز بصره السترة غالبا,ولا يعرض المارة للإثم أو الحرج بالوقوف أمامه.
16-ومن الآداب المرعية في الصلاة:قطع
جميع ما يشغله في صلاته كالصور في الملابس
أو أي شئ أمامه يشغله أو يلفت انتباهه, فإن من فقه المصلي قطع جميع الأشياء
التي تشغله عن صلاته,وقد هتك الرسول صلى الله عليه وسلم قرام عائشة الذي شغله عن
صلاته.ففي الحديث:((أميطي عنا قرامك هذا,فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في
صلاته))[رواه البخاري].
وقد اتفق أهل العلم على كراهية استقبال
ما يلهي المصلي من صور أو نار أو سراج أو شمعة؛لأنه يذهب الخشوع,ومع الأسف فإنه قد
ابتلي المسلمون في هذه الأيام بزخرفة المساجد,ففي الحديث:((لا تقوم الساعة حتى
يتباهى الناس في المساجد))[رواه أحمد وهو صحيح]. وقال أيضا عليه السلام :((ما أمرت
بتشييد المساجد))[رواه أبوداود وهو صحيح].
فدل الحديثين على تحريم الزخرفة
والتزويق في المساجد؛لأنه من عمل اليهود والنصارى,وفيه إسراف وإشغال للقلوب,وإذهاب
للخشوع الذي هو روح العبادة،وقد كان مسجد النبي صلى الله علية وسلم مبني باللبن وسقفه
بالجريد وعمده النخيل، فدل على أن السنة في بناء المساجد هو ترك الغلو في تحيسنها،
ويذكر أن عروة بن الزبير بنى له قصرا بالعقيق ولزمه، فقيل له:تركت مسجد الرسول صلى
الله علية وسلم: فقال رأيت مساجدكم لاهية، وأسواقكم لاغية، ،ففيها هناك عما أنتم
فيه عافية.
17-ومن الآداب المرعية في الصلاة:تسوية
الصفوف.فإنها من تمام الصلاة.ففي الحديث:  ((سووا
صفوفكم,فإن تسوية تسوية الصفوف من تمام الصلاة))[رواه البخاري].فدل  الحديث على أن تسوية الصفوف سنة مؤكدة,وكذا
التراص وإلزاق الكعوب,فالثابت عن الصحابة أنهم لما أمروا بتسوية الصفوف كانوا
يتعاهدون الكعوب,فالأصل في تسوية الصفوف التراص بالكعوب لا برءوس الأصابع ولا
بالركب,فالعبرة بالكعب  لا بأصابع
القدمين,وكذلك في الجلوس إذا استوت المناكب وصدور القوم فلا عبرة بتقدم الركب.ففي
الحديث عند الطبراني مرفوعا:(0استووا قلوبكم،وتماسوا تراحمو)).
ولقد شاهدت أناسا يتفاسحون ويدعون
فرجات في الصف بحجة أخذ الراحة في الصلاة,مع أنه ورد في الحديث:((وسدواالخلل
ولينوا بأيدي إخوانكم)),وحديث:(( خياركم ألينكم في الصلاة)).وروي عن ابن
عمر:والمراد أنه لا يمتنع على من يجيئ ليدخل في الصف لضيق المكان ,ولهذا كان من
واجبات الإمام تفقد الصفوف والأمر بسد الفرج,فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتعاهد الصفوف،ويسوي بين الصدور ويقول:((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها)),بل
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى إذا كاد يكبر رأى رجلا باديا صدره من
الصف فقال:((عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)).وقال بعضهم
بوجوبه؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم رتب الوعيد عليه,ولا يكون الوعيد إلا على ترك
الواجب أو فعل محرم,وهو الأظهر,ومن الأسف تساهل كثير من الناس بهذه السنة ومما
يحسن  ذكره ان بعضهم ينظر الى الامام وهو
يحث الناس على تسوية الصفوف يكاد يزلقه ببصره ولذلك علق الامام ابن حجر على من
يمتنع عن تسوية الصف فقال المتكبرون بين يدي المتكبر.
18- ومن الآداب المرعية في الصلاة
:الإتيان بكل سبب من مكملات الصلاة من الشرائط والأركان والسنن,فيقصد من الوضوء
أكمله,ومن الوقت أوله,ومن الصفوف أولها,فيؤدي الفريضة كما أمر مكملا لها بحقائقها
الظاهرة والباطنة,فمتى كان المصلي حريصا على كل سنة وردت عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قيامه وقعوده وركوعه وسجوده وتلاوته وألفاظه التي كان يختارها,فقد استجمع
الخير كله؛لأن الله جعل الخير كله في اتباع  هدي النبي صلى الله عليه وسلم,ولهذا من المصلين
من ينصرف من صلاته وقد أثرت في قلبه وبدنه وسائر أحواله آثار   تبدو على صفحاته ولسانه وجوارحه,فاحب بعدها كل
خير وابغض كل شر,وحالت بينه وبين كل قاطع يقطعه عن الله.
19-ومن الآداب المرعية في الصلاة:عدم
البصاق في المسجد أو جهة القبلة؛لأن العبد إذا قام في صلاته كان الله قبل وجهه إذا
صلى,ففي الحديث:((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه,فإنما يناجي الله
مادام  في مصلاه,ولا عن يمينه فإن عن يمينه
ملكا,وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها))[رواه البخاري]
ولكن إذا كان عن يساره أحد فتحت قدمه
أو في ثوبه,وكفارة البزاق في المسجد دفنها, وهذاإذا كان المسجد ترابيا أو رمليا
أما إذا كان مبلطا أو مفروشا فليأخذها بطرف ثوبه.أماالبصق جهة القبلة فيحرم.ففي
الحديث أن رجلا من الأنصار كان يصلي بقومه إماما فبصق في القبلة فأمرهم النبي  صلى الله عليه وسلم أن يعزلوه عن الإمامة ولا
يصلوا خلفه,فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله:هل أمرهم أن
يعزلوه؟فقال:((نعم إنك آذيت الله ورسوله))[رواه أبوداود].
فدل عزله صلى الله عليه وسلم لهذا
الرجل على أن البصاق في جهة القبلة من المحرمات,بل ورد((من تفل تجاه القبلة جاء
يوم القيامة وتفله بين عينيه))[انظر:الفتح]
وهناك تنبيه يفلعه بعض الناس حول تطبيق
السنة في لبس النعال,فيدخل المساجد المفروشة فيتسبب في  الأذى والكدر وأذية المصلين,ولا شك أن
هذاخطأ؛لأن السنة تطبقها بالسنة,فلم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى على
فراش,فلبس النعال سنة ولكنها في موضعها كالصحراء أو في المساجد غير المفروشة؛لأن
مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان غير مفروش,وكان فيه حصباء حمراء,ولم يفرش إلا
في عهد عثمان,,وفي لبس النعال عدة مخالفات منها :أنه فعل المتكبرين,فهم يتعالون عن
خلع نعالهم,وفيه أذية الفرش وافساده.
20-ومن الآداب المرعية في
الصلاة:مراعاة أذكار الخروج من المنزل ودخول المسجد والخروج منه.فإن العبد إذا خرج
من بيته إلى المسجد فقال :((باسم الله ,توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا
بالله,قيل له:وقيت وهديت وكفيت.فيقول الشيطان:كيف لك برجل وقي وهدي وكفي))[رواه
أبوداود].
وإذا دخل المسجد فقال :((باسم
الله,والصلاة والسلام  على رسول الله,اللهم
اغفرلي ذنبي وافتح لي أبواب رحمتك))[رواه أحمد].وحديث أنه دخل المسجد فقال :((أعوذ
بالله العظيم, وبو جهه الكريم,وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم,قال الشيطان:حفظ
مني اليوم))[رواه أبوداود]قال الحافظ ابن حجر:حسن غريب.
21-ومن الآداب المرعية في الصلاة
:إتيان بالسنن الرواتب والحرص عليها.لمكان محافظته صلى الله عليه وسلم عليها,فشتان
بين صلاة رجلين:مصل حريص على السنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم يكتب  له الدرجات والعمل  بالسنة,وبين رجل زاهد في السنة لا يأتي منها
إلا بقدر ما تبرأذمته,لأن الهمم القصيرة تقنع بأيسر نصيب,فلا نبخل على أنفسنا
بالمحافظة على ثنتي عشرة ركعة كل يوم نظرا لأهميتها يوم القيامة فيجبر
الفرائض,ولهذا بوب أبوداود باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((كل صلاة لا يتم
صاحبها تتمة من تطوعه)).ففي الحديث أن الله يقول:((انظروافي صلاة عبدي أتمها أم
نقصها,فإن كانت تامة كتبت له تامة,وإن انتقص منها شيئا قال :انظرو هل له من
تطوع,فإن كان له تطوع قال :أتموا لعبدي فريضته من تطوعه))[رواه أبو داود].
ومن الذي يقول إنه ينصرف من صلاته وهي
كاملة تامه,ففي الحديث:((إن العبد ليصلي الصلاة وما كتب له إلا
عشرها,تسعها,ثمنها,سبعها,سدسها,خمسها,ربعها,ثلثها,نصفها))[رواه أحمد عن عمار بسند
جيد].ومن الناس من ينصرف من صلاته وماكتب له منها شئ,ومن الناس من تدعو عليه صلاته
سواء تركها أو قصر في أدائها وتقول له :ضيعك الله كما ضيعتني ,وما ظنك برجل صلاته
كل يوم ترتفع إلى السماء وتدعو عليه,كيف تكون حاله وأموره؟!.
22-ومن الآداب المرعية في
الصلاة:الإطراق بين يدي الله وترك الالتفات.فيقبل على الله بقلب خاشع ذليل
خائف,ويكون نظره في موضع سجوده.وليحذر العبد من الالتفات فإنه مكروه,وقد قيل:إنه
يقطع الصلاة, وإذاالتفت في الصلاة فقد أساء,واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو
خير,ولهذا روي أن رجلا طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له:((اتق الله كأنك
تراه,فإن لم تكن تراه فإنه يراك)). وهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبد
في جميع حالاته,فكيف بالعبد في صلاته إذا  قام بين يدي الله في موضع خاص ومقام خاص؟!فلو
تصور العبد مقام الإحسان في صلاته منعه من الالتفات بقلبه إلى غير ربه,ولدعاه إلى
الإقبال بكليته على الله.وهذه المنزلة من أعظم المنازل,ولكنها تحتاج إلى تدرج
للنفوس شيئا فشيئا,ولا يزال العبد يعود نفسه عليها حتى تنجذب إليها وتعتادها,فلو
استشعر العبد هذاالمقام وعلم من كل قلبه أن الله يسمع كلامه ويرى مكانه,وأن الله
يحب منه أن تتجه كل شعبة من شعب قلبه إليه لما التفت إلى غيره.
إن الوقوف في الصلاة ليس كغيره من
حالات العبد, فقد جاء في الحديث
)):إن العبد إذا افتتح الصلاة استقبله الله بوجه فلا يصرفه عنه
حتى يكون هو الذي ينصرف أو يلتفت يمينا وشمال))وروي المروزي مرفوعا:((إن العبد إذا
قام في الصلاة فإنما هو بين عيني الرحمان,فإذا التفت قال له الرب:يا ابن آدم,أقبل
إلي,فإذا التفت ثانية قال له الرب:ياابن آدم,أقبل إلي,فإذاالتفت الثالثة أو
الرابعة قال له الرب:ياابن آدم لا حاجة لي فيك)).
ولما كان هذا موقفا خاصا واستقبالا من
الله كرم به المصلي كان الالتفات سوء أدب مع الله,والالتفات المنهي عنه في الصلاة
قسمان:
أحدهما:التفات القلب عن الله,فهو ساه
لاه عن الله,والله لا يقبل دعاء من قلب غافل ,ففي الأثر:((إذاذكرتني فاجعل لسانك
من وراء قلبك)).
والتفات الثاني:التفات البصر, وكلاهما
منهى عنه,وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات فقال :((اختلاس يختلسه
الشيطان من صلاة العبد)).
والسبب أن العبد إذا قام في الصلاة غار
منه الشيطان؛لأنه قد قام مقاما عظيما, ولكن أكثر الناس لا يعلمون,فيحرص الشيطان
أولا  ألا يقيمه في ذلك الموقف,فإن عصاه
أقبل عليه بخيله ورجله يخطر بينه وبين نفسه,فكلما وجد غفلة اختلس منه.
23-ومن الآداب المرعية في الصلاة:عدم
التشبه بالحيوانات. فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه  بالحيوانات((فنهى عن بروك كبروك البعير,والتفات
كالتفات الثعلب ,وافتراش كافتراش السبع ,وإقعاء كإقعاء الكلب,ونقر كنقر
الغراب,ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمس))؛لأن هدي المصلي مخالف لهدي
الحيوانات؛ولأن مقصود الشرع تعظيم الله في هذا المقام الذي يتطلب من المصلي   أن يكون على حالة الإجلال والإعظام لله,لذلك
نهى المصلي  عن مشابهة الحيوانات خاصة في
هذاالمقام بين يدي الله.
24-ومن الآداب المرعية في الصلاة :عدم
الصلاة بحضرة الطعام, ولا وهو يدافعه الأخبثان؛لأن مما يذهب الخشوع وحضور القلب
اللذين هما لب الصلاة, لكن لو صلى فصلاته صحيحة,ولكن المراد:لا صلاة كاملة.
25- ومن الآداب المرعية في الصلاة :عدم
تغميض العينين؛لأنه لم  يكن من هدي صلى
الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة؛بل هو من فعل اليهود,ومظنة النعاس,لكن إذا
احتيج إليه فتزول الكراهة, كأن  يكون في
القبلة تزويق زخرفة تشوش على المصلي صلاته فلا بأس بذلك.
26-ومن الآداب المرعية في الصلاة :ترك
الأختصار.وهو أن يضع يديه على خاصرته؛((لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي
الرجل مختصرا))والحكمة:لأن ذلك فعل اليهود,فهم يضعون أيديهم على خواصرهم في
الصلاة,وقيل :إنه فعل المتكبرين ,وهو أيضا من طبع اليهود.

27-ومن الآداب المرعية في الصلاة:الطمأنينة في
الصلاة.يقول الله:(الذين هم على صلاتهم دائمون ) ففسر الدوام بسكون الأطراف
والطمأنينة, وصلاة بلا طمأنينة حرام عليها الخشوع, وقد بلي كثير من الناس اليوم
بنقر الصلاة وسرقتها,فليس لهم في الصلاة ذوق ولا لهم فيها راحة,بل يصليها أحدهم
استراحة منها لا بها,يستثقل أحدهم الوقوف وكأنه واقف على جمر يتلوى ويتقلى,ومن
كانت هذه كراهته لخدمة ربه فالله أكره لهذه الخدمة منه,ولهذا غلط من ظن أن التخفيف
الوارد في الصلاة هو الذي اعتاده سراق الصلاة والنقارون لها,ففي الصحيحين عن
البراء قال :((رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت قيامه فركوعه
فاعتداله  بعد ركوعه,فسجدته فجلسته بين
السجدتين  فسجدته فجلسته مابين التسليم
والإنصراف قريبا من السواء))ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم :((أسوأ الناس سرقة
الذين يسرق من صلاته ))قالوا :كيف؟قال:((لا يتم ركوعها ولا سجودها)).صحيح الجامع
عن ابي هريرة
والذي ينقر صلاته كالجائع قدم إليه طعاما لذيذ
جدا فأكل منه لقمة أو لقمتين,فماذا تغنيان عنه؟!.ففي الحديث:((مثل الذي لا يتم
ركوعه وينقر سجوده,مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين  لا يغنيان عنه شيئا))[رواه الطبراني وحسنه
الألباني]
ومع هذا كله فإنه ينبغي للإمام أن يحرص على أن
يحبب الناس في الصلاة,فلا يطيل عليهم دائما إذا رأى منهم تضجر؛لأن النبي صلى الله
عليه وسلم  ثبت عنه أنه كان لا  يطيل دائما,بل ورد أنه إنما صلى مرة واحدة
بسورة الأعراف,ولم يكرر ذلك,وقال أنس رضي الله عنه :كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.
ومن المجرب أن الإمام إذا كان يخفف الصلاة
ويراعي أحوال الناس  ,وكان تخفيفه  في تمام,أن القلوب تجتمع حوله وتتآلف على
إمامته وبالتالي تجتمع على ذكرالله,وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التخفيف
والتيسير؛لأن المقصود إقامة الصلاة,وتحبيب ذكر الله لعباده,وحصول الطمأنينة بين
يدي الله,وإذا خفف الإمام فعليه أن يراعي السكينة اليسيرة في صلاته,فإن وراءه
العوام والضعفة الذين  يتأخر قيامهم
فيراعيهم ويعينهم  على تحصيل  الطمأنينة؛لأن البعض قد يخفف ويسير على أهواء
الناس فيخفف تخفيفا  يوجب إضاعة الطمأنينة
فيها فيفرط.
28-ومن الآداب المرعية في الصلاة :عدم الجهر
بالقراءة والأذكار والدعوات  التي شرعت
سرا,ففي ذلك مخالفة للسنة وتشويش وإيذاء للمصلين وخصوصا إذا كان بجواره أحد أو في
جماعة.ففي الحديث:((لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن))[رواه أحمد],فإن بعض الناس
يقرأ فيرفع صوته فيشوش على من حوله,وكذلك الدعاء,فتجد من يدعو بين الأذان والإقامة
فيشوش على من حوله مع أن الله تعالى قال (ادعوربكم تضرعا وخفية ) وورد في الحديث
:أنه
صلى الله عليه وسلم انصرف فقال :((هل قرأ معي أحد منكم آنفا))؟فقال رجل
:نعم.فقال :((إني أقول مالي أنازع القرآن))[رواه أحمد].
فيكره رفع الصوت والجهر به في المواطن  التي شرعت
سرا,أما إذا كان منفردا وصلى وحده فالسنة ألا يجهر بصلاته  ولا يخافت بها,بل يبتغي بين ذلك سبيلا,وهذا في
النافلة.
29-ومن الآداب المرعية في الصلاة:ترك الوسوسة
في عقد النية أو التلفظ بها,فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته
التلفظ بالنية؛لأن النية محلها القلب,ولو سألت المصلي:ماذا تريد ؟لقال:أريد أن صلي
كذا,ومن أراد التخلص من الوسوسة في عقد النية فليستشعر الحق ولايفتي نفسه, وليعلم
أنه في اتباعه صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله,ولا يفتح للشيطان على نفسه
بابا,وإذا بلي عبد بوسوسة في وضوء أو صلاة فعليه أولا أن يترك العناد وفتوى
نفسه,ثانيا:يستفتي عالما  فإذا أفتاه ثم  توضأ وجاءه الشيطان فيقول:أفتاني فلان ,وقد يجد
في أول يوم ضيقا وحرجا,لكن هذا الكيد يضعف
قليلا قليلا حتى يتلاشى وقد جرب,وكلما جاءه الشيطان يقول:أفتاني فلان حتى
تذهب وسوسته شيئا فشيئا, يقول الله (إن كيد الشيطان ضعيفا).
30- ومن الآداب المرعية في الصلاة:الخشوع في
الصلاة. ولهذا وصف الله عباده المؤمنين فقال :*الذين هم في صلاتهم خاشعون*,فقدم
الخشوع؛لأنه أصل لما بعده ,فالخشوع في الصلاة وحضور القلب هو روح الصلاة ولبها,وقد
أوحى الله لموسى عليه السلام إذ قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل,وذم
نفسك فهي أولى بالذم ,وناجني حين تناجيني بقلب وجل ولسان صادق,فصلاة بلا خشوع ولا
حضور كبدن ميت لا روح فيه,والصلاة الخالية
عن الخشوع والحضور وجمع الهمة على الله هي بمنزلة العبد الميت أو الأمة
التي يريد اهداءه إلى بعض الملوك,ولله المثل الأعلى,ولهذا فالله لا يقبل صلاة بلا
خشوع,وإن سقطت عنه العقوبة الدنيوية, لكنه لا نزاع أن هذه الصلاة لا يثاب على شيئ
منها إلا
بقدر حضورالقلب وخضوعه,ففي الحديث:((إن العبد
لينصرف من الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها,ثلثها,ربعها, حتى بلغ عشرها)).وقال ابن
عباس :((ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها)).
فينبغي لنا ألا نقنع من الأعمال بصورها بل
نطالب قلوبنا بين يدي الله تعالى بالحضور, وتكون هممنا عالية.والسعيد من حظي من
ذلك بنصيب,والناس في مقامات الحب والخشية والخشوع يتفاوتون,فلتكن  همة أحدنا من مقامات الحب والخشية أعلاها,فإن
الهمم القصيرة تقنع بأيسر نصيب,ونجتهد في إيقاع الفرائض على نمط الخشوع والهيبة
والتعظيم لنيل النفوذ إلى حضرة الملك المعبود,ونعبده كأننا نراه كما جاء في الحديث
ان تعبد الله كانك تراه,وسيأتي.
ومع الأسف فإنه يوجد من المصلين من لا يهمه
الخشوع ولا يأسف على فواته عند  السلام
,ولا يحزن على فوات الجماعة ,ويصلي صلاة بارد القلب فارغ  من هذه المصيبة غير مرتاع لها,ولا يبالي إذا
فاته أول الوقت,وهذا كله من عدم تعظيمه لأمر الله ونهيه فتعظيمها تعظيم لصاحب
الأمر والنهي.
والحاصل أنه ينبغي الحرص على الخشوع ومجاهدة
الشيطان, وقد ورد عن حذيفة :((أول ما تفقدون من دينكم الخشوع,وآخر ما تفقدون من
دينكم الصلاة ,ورب مصل لا خير فيه, ويوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيهم
خاشعا)).وحديث:((سيأتي على الناس زمان يجتمعون فيه في المسجد ليس فيهم مؤمن))رواه
الحاكم وهو في مجمع الزوائد ج1.
31-ومن الآداب المرعية في الصلاة:ترك الكلام
في الصلاة إلا بالوارد منها,أو كان من مصلحة الصلاة كالفتح على الإمام أو التسبيح
إذا سهى؛لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:((إن في الصلاة لشغلا ,وقد كان الصحابة
يتكلمون في الصلاة في صدر  الإسلام
حتى  نزل قوله تعالى:*وقوموا لله قانتين*,قال
زيد رضي الله عنه:فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام.قال ابن مسعود:ومعنى
*قانتين*أي:ساكتين,كما هو ظاهر حديث زيد المتفق عليه,وقيل:خاشعين.ومن هنا فإنه لا
يتكلم في الصلاة أو وراء الإمام إلا بشيئ
ورد به الشرع.ففي الحديث:((إذا كبر الإمام
فكبروا,وإذا قرأ فنصتوا)).
فلا يصح إحداث ذكر ولا قول ولا دعاء إلا ماورد
به الشرع حتى ولو كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرأها الامام
الاية التي في سورة الاحزاب,وإذا صلى على النبي
صلى الله عليه وسلم فليصل بقلبه ولا يتلفظ,ومن فقه الإمام تجنب الأمور التي
توقع بعض الناس في البدع أو الكلام ,ومن أراد أن يعلم الناس سنة فليعلمها خارج
الصلاة,أو ينبه المصلين قبل الإتيان بها؛حتى لا يقع المصلون في لبس وأمور قد تبطل
صلاتهم,ونسمع من بعض المصلين أثناء الدعاء من يأتي بأمور مخالفة وغير واردة,فلا
يزاد على الأذكار الواردة,وإذا أمن خلف الإمام في دعاء القنوت فلا يزاد على
التأمين إذا أمن.
32-ومن الآداب المرعية في الصلاة :استحضار
النية  قبل الصلاة,كما في قوله:*وجهت وجهي
للذي فطر السماوات *الآية؛لأن أساس الأمور, وعليها  مدار قبول الأعمال ,ويستشعر  أنه إذا وقف وقف بين ي الله ونصب وجهه له وإليه
لا لخلقه,ويستحضر أن الله يسمعه ويراه,وأنه إذا أخلص  رفعت
صلاته إلى الله وتفتح لها أبواب السماء,ويستحضر ما ورد فيها من فضائل ووعود
من الله,فيقوم المصلي بها إيمانا واحتسابا.والنية نوعان:
أحدهما: أن يقصد بها تمييز العادة عن العبادة
والعبادات بعضهما عن بعض هل هي نافلة او فريضه.
الثاني:قصد المعبود بالعبادة,وهذا سر العبادة
وروحها,يقول الله:*وما أمرو إلا ليعبد الله مخلصين له الدين *والعبادة التامة هي
ما توفر  فيها خمسة مقامات:
1-    نية
العمل,فالعمل الذي يؤتى به ولم ينو ليس بعبادة.
2-    2-نية
المعبود بأن يكون الدافع على العمل هو الإخلاص.
3-    أن
يستحضر عند القيام بالعبادة امتثال أمرالله ورسوله.
4-    أن
يستحضر عند القيام بالعبادة أنه يعبد الله بالإيقان بها.
5-    5-أن
يستحضر وهو يفعلها الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
33-ومن الآداب المرعية في الصلاة:استقبال
القبلة كما في حديث المسيئ صلاته:((توضأ فأحسن الوضوء ثم استقبل القبلة )).وهو معلوم
ولكن هنا تنبيه يحسن الإشارة إليه,وهو أن بعض المسافرين وخصوصا الذين يسكنون
الفنادق والشقق المفروشة قد لا يعرف أحدهم اتجاه القبلة  فيجتهد اجتهادا خاطئابدون بذل الجهد فلا يكلف
نفسه السؤال ,ولذلك فمن جهل القبلة فعليه أن يتعرف عليها إما باتجاه المحاريب التي
بالبلد,أو يسأل الناس أو أصحاب الفندق,أو يسأل أهل الطائرة,أما العشوائية في
الاجتهاد فلا شك أنها تفريط ؛لأن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة.
وكذلك ما يفعله بعض الناس من التشكيك في قبل
المساجد القديمة أو غيرها بدون خبرة أو سؤال لأهل الخبرة,ولذلك فإنه لا يجوز
هذاالعمل؛لأن بعض الأجهزة قد تحدد  عين
القبلة ويكون الانحراف بسيطا لا يخرجها من جهة إلى جهة ,ونحن إنما أمرنا  بالتوجيه شطر المسجد الحرام ,والشطر الجهة,وإذا
لم تكن  القبلة منحرفة كثيرا  فإنها لا تؤثر,ولذلك تترك المساجد على ما هي
عليه إذا لم يكن الانحراف شديدا لحديث:((ما بين المشرق إلى المغرب قبلة)) فدل
الحديث أن الواجب على من لم يشاهد المسجد الحرام
أنه يكتفي بالجهة لا بالعين,وأن الجهة كافية في الاستقبال.
34-ومن الآداب المرعية في الصلاة :رفع اليدين
مع تكبيرة الإحرام إلى حذو منكبيه أو فروع أذنيه,فكله محفوظ عنه صلى الله عليه
وسلم ويستقبل  بهما القبلة مضمومتي
الأصابع,ويكون الرفع مع ابتداء التكبير وقول الله أكبر ,فهو باب الدخول في الصلاة
,وسئل الشافعي :بما يدخل الرجل في الصلاة؟قال :بفريضتين وسنة,أما الفريضتان :فهما
النية والتكبير ,والسنة :رفع اليدين ,ورفع اليدين زينة الصلاة واتباع للسنة وتعظيم
أمر الله,وعبوديته اليدين,وشعار الانتقال
من ركن إلى ركن,أما سبب اختيار لفظ التكبير؛لأن المصلي  تخلى عن الشواغل فشرع له أن يدخل دخول  العبيد على الملوك,فيدخل بالتعظيم والإجلال.
يقول بعض السلف:والله مادخلت المسجد فكان  في قلبي شيئ أكبر من الله,فينبغي  للمصلي أن يستحضر عند التكبير وأثنائه كبرياء
الله وعظمته,ومعنى التكبير أنه لا يكون عند العبد أكبر من الله,قال صلى الله عليه
وسلم لعدي بن حاتم:((ما يفرك أيفرك أن يقال الله أكبر,فهل شيئ أكبر من الله؟)) .
الله اكبر اذا قالها العبد مؤمنا بها معتقدا
لمعناها وجد لها خيرا كبيرا لذلك شرعت في اعظم الاشياء واستفتح بها اعظم الاشياء
حينما يقف العبد بين يدي ربه في الصلاة فاذا قالها مستشعرا معناها اذهب الله همه
ولا يقولها مكروب او مفجوع الا اذهب الله عنه وشرعت عند رؤية النار لان التكبير
يطفئها وخصوصا تكبير الموحدين ممن امن بها وعرف حقها وحقوقها الله اكبر من كل شيء
فلا يكذب الكاذب ويخون الخائنالا وقد اكبر غير الله كان رسول الله اذا بدا سفرا
كبر ثلاثا لان عند بداية السفر هم وغم فكانه استعانة بالله
أما فضل تكبيرة الإ حرام ففي الحديث:((من صلى
لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان, براءة من النار,
وبراءة من النفاق)) ]رواه الترمذي عن أنس وحسنه الألباني[.
و قد اختلف العلماء بما تدرك تكبيرة الإحرام
مع الإمام, فأحسن ما قيل فيها: أنها تدرك ما لم يشرع في قراءة الفاتحة سواء أو
سرية.
35-ومن الآداب المرعية في الصلاة:وضع اليد
اليمنى على اليد اليسرى على الصدر.ففي الحديث عن وائل )):صليت مع النبي صلى الله
عليه وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى على صدره))[رواه أحمد وأبوداود وهو صحيح].
36-ومن الآداب المرعية في الصلاة:النظر إلى
موضع السجود.ففي الحديث:((أنه كان ينظر إلى موضع سجوده في حال صلاته)),وحديث:((دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة وما خلف بصره موضع سجوده  حتى خرج منها))[رواه الحاكم],وحديث أم سلمة:كان
الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا لم تتجاوز أبصارهم مواضع
السجود))[رواه ابن ماجة].
وقصر النظر على موضع السجود في حالة القيام
أدعى إلى الخشوع,وهذا الأدب لا يكون إلا في حالة
القيام أما في الجلوس فسيأتي الحديث عنه قريبا.
37-ومن الآداب المرعية في الصلاة :الاستفتاح
بأحد أدعية الاستفتاح.وأقوى حديث ورد في الاستفتاح حديث:((اللهم باعد بيني وبين
خطاياي ))[متفق عليه].وقد استفتح صلى الله عليه وسلم بالاستغفار؛لأن العبد قد يحرم
الخشوع أو تدبر القرآن بسب الذنوب,ولذلك استفتح بطلب المغفرة ,وقد اختار الإمام
أحمد حديث عمر في الاستفتاح وهو:((سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى
جدك  ولاإله غيرك)).وهو ثناء محض,وقد اختير
لقصره وشموله لأنواع الثناء,وينبغي للمصلي أن يستشعر معانيه أثناء الدعاء,وقد قسم
العلماء أدعية الاستفتاح إلى ثلاثة :استغفار كحديث:((اللهم باعد)).وثناء
محض:((كسبحانك اللهم)).وقسم يجمع بينهما ,ثناء واستغفار مثل حديث علي:((وجهت
وجهي)) ولا يجوز جمع أكثر من دعاء من أدعية الاستفتاح في الصلاة ,بل يكتفي بواحد
منها لفعله صلى الله علية وسلم  
38- ومن الاداب المرعية الاستعاذة من الشيطان
سرا. فلا يجهر بها بعد دعاء الاستفتاح, وهي سنة مندوب إليها عند الجمهور,ولا تشرع
إلا في الركعة الأولى ,ففي الحديث:((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى
الصلاة استفتح ثم يقول :أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه
ونفثه))[رواه أحمد والترمذي وهو صحيح].ولذلك شرعت الاستعاذة؛لأن الشيطان قعد
للإنسان بالرصد ,فلا يطلب باب خير إلا قفله في وجهه إلا أن يفتحه الله وييسره
عليه,ولذلك شرع اللجوء إلى الله؛لأن العبد إذااستفتح باب الطاعات وهو ذليل وفقه
الله وأعانه, فلا معين سواه,ومن هنا شرع للمصلي أن يقول:إياك نعبد وإياك نستعين .
وقد ورد أنواع كثيرة في الاستعاذة بالله من
الشيطان الرجيم في الصلاة بلغت العشرين,منها التي بعد الاستفتاح ,ومنها حديث خلط
علي الشيطان صلاتي ,ومنها دخول المسجد والخروج من البيت,كذلك نفخه في مقعدة المصلي
,ومنها التشكيك في عدد الركعات وعند تحريك السبابة وعند القراءة,والعجيب الغريب أن
الشيطان يهرب من الأذان ولا يهرب من سماع القرآن حتى ورد أنه عند سماعه الأذان
يهرب حتى يبلغ الروحاء وهي من المدينة على بعد ثلاثين ميلا بما يعادل تقريبا خمسين
كيلو,فإذا انتهى المؤذن من الأذان  رجع حتى
يخطر بين المرء وقلبه؛والسبب أنه يفر من الشهادة للمؤذن,ففي الحديث:((لا يسمع صوت
المؤذن إنس ولا جن ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة)).وذكر ابن أبي الدنيا أن(لا
إله إلاالله)تطرد الشيطان من القلب.
والحاصل:أنه يشرع الاستعاذة بالله من الشيطان
بعد  الاستفتاح وقبل الفاتحة في الركعة
الأولى.
39-ومن الآداب المرعية في الصلاة:البسملة في
الصلاة في كل ركعة.فكان صلى الله عليه وسلم يجهر بها تارة ويخفيها أكثرمما يجهر
بها,ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائما في كل يوم وليلة خمس مرات لاحضرا ولاسفرا,ويخفي
ذلك على أصحابه, ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم  يسمع الصحابة الآية أحيانا,فكان يسر بالبسملة
ويجهر بها أحيانا لعارض لم يكن يفعله من فعله الرواتب,وعليه فالصحيح أن البسملة
يقرأها سراولا يجهر
بها,ومن جهر بهامتأولا لحديث فلا ينكر عليه.
40-ومن الآداب المرعية في الصلاة:تقطيع القراءة
آية  ايه لأنه أدعى للفهم والتدبر.ففي
الحديث:((كان صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته
ويقف عند كل آية,فيقول:الحمد لله رب العالمين,ويقف.الرحمن الرحيم,ويقف.مالك
يوم الدين,ويقف))[رواه أحمدوالترمذي].
وتقول أم سلمة :((كانت قراءة رسول الله صلى
الله عليه وسلم :{بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد
لله رب العالمين ) الرحمن الرحيم ) مالك يوم الدين}يقطع قراءته آيةآية))[رواه
الترمذي].
وسئل أنس عن قراءته صلى الله عليه وسلم
فقال:كانت مدا,ثم قرأ{بسم الله الرحمن الرحيم } يمد بسم الله ,ويمد الرحمن ويمد
الرحيم))[رواه الترمذي]فكانت قراءته مدا يقف عند كل آية ويمد بها صوته,ويعطيها
حقها من التلاوة ,وهذا الأدب مستحب وليس بحتم,فالخلاف فيه خلاف أفضلية لا منع.
41-ومن الآداب المرعية في الصلاة:ترتيل
القراءة وتحسين الصوت بها{ورتل القرآن ترتيلا},وفي الحديث:((كان النبي صلى الله
عليه وسلم  يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون
أطول منها))[رواه مسلم]؛لأن ثواب الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا من ثواب كثرة
القراءة عددا,والله سبحانه هو الذي تكلم بالقرآن ,يأذن ويستمع للقارئ الحسن
الصوت.ففي الحديث:((الله أشد أذنا للقارئ الحسن الصوت من صاحب القينة إلى
يقنته))[رواه ابن ماجه وإسناده حسن],والتغني بالقرآن اختلف الناس فيه ,وفصل النزاع
أن التغني به على وجه الطبيعة من غير تكلف محمود,أما إذا تغنى به على وجه التصنع
والتكلف فهذا كرهه السلف وعابوه.
42-من الآداب المرعية في الصلاة :استحضار
المصلي أن الله يجيبه في صلاته عند قراءة الفاتحة.ففي الحديث((يقول الله
عزوجل:قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين,ولعبدي ماسأل,فإذا قال العبد:الحمد لله رب
العالمين .قال الله:حمدني عبدي.فإذا قال :الرحمن الرحيم.قال الله:أثنى علي
عبدي.فإذا قال :مالك يوم الدين.قال الله:مجدني عبدي.فإذا قال:إياك نعبد وإياك نستعين.قال
الله:هذابيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ماسأل.فإذا قال:اهدنا الصراط المستقيم صراط
الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين.قال الله:هذا لعبدي ولعبدي
ماسأل))[رواه مسلم]
43-ومن الآداب المرعية في الصلاة :الجهر
بالتأمين للإمام والمأموم.ولا يصل التأمين بقوله ولاالضالين ولا  بالقراءة بعدها,بل لا بد من الفصل اليسير,وإذا
أمن فيرفع بها صوته,ففي الحديث:((كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذاقرأ ولا
الضالين قال:آمين ورفع بها صوته))[رواه أبو داود].وحديث:((إن الإمام يقول آمين,والملائكة
تقول آمين,فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه))[رواه أبو
داود],ولهذا لا يجوز مسابقة الإمام بالتأمين ,بل يؤمن معه,ففي الحديث أنه صلى الله
عليه وسلم قال لبلال:((لا تسبقني بآمين))[رواه أحمد].
ولهذا تجد من المأمومين من يسابق الإمام
بالتأمين  فيقول آمين قبل أن ينتهي من
الضالين.ففي الحديث:((إذا أمن الإمام فأمنوا))[رواه مسلم].فلا يسبق الإمام بل يؤمن
بعد الانتهاء من قوله ولاالضالين. وقد ورد في فضل التأمين أنه مثل الطابع على
الصحيفة, ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل قدألح في المسألة
فقال :((أوجب إن ختم بآمين))[رواه أبو داود]وحديث أبي موسى عندما ذكر الفاتحة((
فتلك بتلك))هذاالمراد به((فإذا قرأ الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولو
آمين يحبكم الله))والمراد أن آمين يستجاب بها الدعاء الذي تضمنه الفاتحة,وهو طلب
الهداية للصراط المستقيم.
44-ومن الآداب المرعية في الصلاة:قراءته
ماتيسر من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين سواء كانت الصلاة جهرية أو
سرية,أما الركعتان الأخيرتان فأكثر فعله صلى الله عليه وسلم أنه لا يزيد على
الفاتحة,وربما قرأ في بعض الأحيان بشيئ فوق الفاتحة كمادل على ذلك حديث أبي
سعيد,لكنه لم يكن فعله الراتب,ففي الحديث:((أنه لماصلى الظهر قرأ في الركعتين
الأخريين بسورتي الإخلاص))[رواه ابن ماجه]
والسنة أن تكون السورة كاملة في كل ركعة,فإن
شق فلا حرج أن يقسم السورة,وكان يطيل القراءة تارة ويخففها لعارض من سفر أو
غيره,ويتوسط فيها غالبا,ولم يكن من هدية المداومة على قراءته قصار السور في
المغرب.
45-ومن الآداب المرعية في الصلاة:تدبر الآيات
المقروءة.ففي حديث حذيفة قال)):صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فما مرت به آية
رحمة إلا وقف عندها يسأل ولا آية عذاب إلا تعوذ منها))[رواه الخمسة].
ومما يعين على تدبر القرآن وتفهمه جمع القلب
وإلقاء السمع كأن الله يخاطبك به,ويأتي هذا بالتدرج وهو درجات ,منها أن يشهد العبد
بأنه يقرؤه كأن الله يراه ويخاطبه.
وحق التلاوة ثلاث:فاللسان يرتل,والعقل
يترجم,والقلب يتعظ.ولا يمكن الوصول إلى هذه المرتبة إلا بعد التبرؤ من حول النفس
وعدم الالتفات إليها بعين الرضا والتزكية ,فإذا تلا آيات الوعد والمدح للصالحين
فلا يشهد لنفسه أنه منهم,بل يتشوق إلى أن يلحقه الله بهم فيدخله الله برحمته في
عباده الصالحين ,وإذا تلا آيات المقت وذم العصاة استشعر أنه المخاطب بها خوفا
وإشفاقا,ولا يقول هذه الآيات نزلت في الكفار والعصاة,وقد كان الصحابة الكرام يقرؤن
القرآن بقلوب تحس بأنها التي تعاتب وتخاطب,وأنها هي التي أساءت,لكن إذا قرأالمصلي
القرآن فحمل آيات الوعيد على غيره,وقرأآيات الوعد بالجنان فقطع لنفسه تلك
المنازل؛فلن يتأثر بالقرآن.
كان السلف إذا قرءو آيات صفة الجنة يخافون
ألايبلغوها لاحتقارهم لأنفسهم,يقول بعض السلف:((والله ما عرضت نفسي على القرآن إلا
عددت نفسي من الراسخين في النفاق)),وهم من هم فماذا نقول نحن؟!وهذا إذا كان يتدبر
القرآن,أما مجرد حركة اللسان فقليلة الجدوى والله المستعان.
46-ومن الآداب المرعية في الصلاة:التكبير في
جميع الانتقالات ماعدالرفع من الركوع.وهذه التكبيرات واجبه كما في حديث أبي هريرة
في الصحيحين,والسنة أن يبدأ بالتكبير وهو واقف وينتهي وهو ساجد أو راكع حتى يجمع
بين القول والفعل,وهذا يدل على جواز مد لفظ التكبير قليلا.
47-ومن الآداب المرعية في الصلاة:رفع اليدين
مع تكبيرة الركوع والرفع منه وعند القيام من التشهد الأول.ففي الحديث:((أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر
للركوع,وإذا رفع رأسه من الركوع))[رواه البخاري]فهذه أربعة مواضع ترفع فيها اليدان
في الصلاة إلى حذو المنكبين أو فروع الأذنين.
48-ومن الآداب المرعية في الصلاة:الطمأنينة في
الركوع.ففي الحديث:((ثم اركع حتى تطمئن راكعاً))]رواه مسلم[.و حديث:((أنه صلى الله
عليه وسلم كان يسوي ظهره حتى لو صب عليه ماء لا ستقر))]رواه ابن ماجه[.وهذا يدل
على كمال التسويه,و كان صلى الله عليه وسلم يمكن يديه من ركبتيه كالقابض عليها
أثناء الركوع مفرجة الأصابع , والسبب في تسوية 
الرأس مع الظهر في الركوع إظهار الذل والخضوع لله ,خلافاً لمن يحني ظهره
قليلاً فهذا يدل على عدم كمال الخضوع.
49-ومن الآداب المرعية في الصلاة:عدم قراءة
القرآن في الركوع؛لأنه ركن تعظيم وإجلال للرب بالقلب والقالب والقول.ففي
الحديث:((فأما الركوع فعظموا فيه الرب))[رواه مسلم].فإذا ركع المصلي فليتصاغر في
نفسه أمام عظمة الله,ويذكرعظمة ربه وكبرياءه.ففي الحديث:((أن إسرافيل ليتضاءل من
خشية الله)) وفي رواية:((  لعظمة الله)) أي
يتصاغر تواضعا لله,ويقول:((سبحان ربي العظيم وبحمده-ثلاثا))ففي الحديث:((إذا سجد
العبد فقال في سجوده:سبحان ربي الأعلى ثلاثا فقد تم سجوده وذلك أدناه))[رواه أبو
داود],وكذلك الأمر في الركوع وربما مكث قدر ما يقول القائل عشر مرات ,وربما مكث
فوق ذلك ودونه,وأوسطه خمس مرات,وأدنى الكمال ثلاث,,مع العلم أنه يجوز للمصلي
الإتيان بأكثر من دعاء من أدعية الركوع الواردة لحديث:((فأماالركوع فعظموا فيه
الرب)) فلو قال:((سبحان ربي العظيم,سبوح قدوس))جاز؛لأنه قال:((فعظموا فيه الرب)).
50-ومن الآداب المرعية في الركوع:استحضار عظمة
الله في القلب والقول.فإن الفضل يكون بنفس العمل وجودته لا بقدره وكثرته,فقد يسبح
عدد ثلاث تسبيحات بحضور قلب ونشاط ورغبة أفضل من مائة تسبيحة من الغافل
الساهي,ولهذا قال الله:{لنبلوهم أيهم أحسن عملا }ولم يقل :أكثر عملا.فرب تسبيحة من
إنسان أفضل من ملء الأرض من عمل غيره,فقد كان إدريس يرفع له في اليوم مثل عمل جميع
أهل الأرض.وأن الرجلين ليكونان  في الصف
وأجر مابين صلاتهما كما بين السماء والأرض,وقد فضل الله نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم ومدة نبوته بضع وعشرون سنة على نوح,وقد لبث ألف سنة إلا خمسين عاما,وكذلك
أمته أفضل ممن عمل من أول النهار إلى صلاة الظهر وهم اليهود,وعلى من عمل من صلاة
الظهر إلى صلاة صلاة العصر وهم النصارى؛والسبب لأن الإيمان الذي في قلوبهم كان
أكمل وأفضل.
والحاصل:أن السلف كانوا يوصون بإتقان العمل
وتحسينه دون الإكثار منه مع الغفلة وعدم الإتقان,فكم بين من تصعد صلاته ولها نور
وبرهان وتقول:حفظك الله كما حفظتني,وبين من تلف صلاته كما يلف الثوب الخلق فيضرب
بها وجهه وتقول:ضيعك الله كما ضيعتني.
51-ومن الآداب المرعية في الصلاة:الرفع من
الركوع حتى يرجع كل عظم إلى مكانه.وهذا الاعتدال ركن تبطل الصلاة بتركه,ففي
الحديث:((ثم ارفع حتى تعتدل قائما))[رواه البخاري]خلافا لما يفعله بعض العوام من
الاستعجال فتجد الواحد منهم  قد يبكر في
الذهاب إلى الصلاة,فإذا صلى لم يتم الرفع من الركوع,فقبل أن يستتم واقفا يسجد وهذا
من تلبيس الشيطان على المصلي حتى لا يتم  سجوده وركوعه؛لعلمه بأن الله يرحم المصلي بكثرة
ذكره وشكره وتمجيده في الركوع والرفع منه
والسجود,فبمجرد أن يكبر جاءه الشيطان بالخطرات ويذكره بما لم يخطر له على
بال حتى يصرفه عن الصلاة والتلذذ بها,وهذا باب عظيم ينبغي العناية به,فأعظم الناس
حظا في الصلاة أعظمهم خشوعا,فينبغي لمن أهمته نفسه وصلاته أن يحرص على الرفع من
الركوع حتى يعتدل قائما,فإن الله لا يقبل صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع
والسجود,ففي الحديث:((لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم صلبه في  الركوع والسجود))[رواه أبوداود,والترمذي وقال
:حسن صحيح].
52-ومن الآداب المرعية في الصلاة:أن يرفع رأسه
و يديه حتى يحاذي بهما منكبيه قائلا الإمام والمنفرد:((سمع الله لمن حمده))ويبدأ
بالتسميع من بداية الحركة حتى يستتم واقفا حتى يجمع بين القول والفعل وقول:((ربنا
ولك الحمد)),وفي الحديث:((أن من وافق تحميده تحميد الملائكة غفر له ماتقدم من
ذنبه)),فيستحب تطويل التحميد وإطالة هذا الركن من أجل الموافقة.ومن افضل انواع
الحمد ( اللهم ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى )
تأمل كل كلمة منها
ومن الأخطاء التي يقع فيها البعض أنه بمجرد أن
يرفع رأسه من الركوع يبدأ في الثناء مع أن الثناء لا يكون أصلا إلا بعد الاعتدال
قائما.
أما شعار هذا الركن فهو الحمد والثناء
والتمجيد لله العظيم,ففي الحديث:((كان صلى الله عليه وسلم إذارفع رأسه من الركوع
قال :اللهم ربنالك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ماشئت من شئ بعد,أهل الثناء
والمجد,أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد,اللهم لا مانع لما أعطيت,ولا معطي لما
منعت,ولا ينفع ذا الجد منك الجد))[رواه مسلم].وفي حديث ابن أوفى عند مسلم
أيضا:((اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض, وملء ماشئت من شيء بعد,اللهم طهرني
بالثلج والبرد والماء البارد,اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض
من الدنس))فهذا ركن عظيم لا يقل عن الركوع والسجود في الأهمية فأعطه حقه من
التمجيد والاعتراف بالعبودية والتنصل من الذنوب.
*تنبيه حول مسألة قبض اليدين بعد الرفع من
الركوع  هل السنة الإرسال أم القبض؟
1-ذهب جماهير السلف والأئمة الأربعة على أن
السنة الإرسال بدون قبض,فلا توضع اليد اليمنى على الشمال بعد الرفع من الركوع
وإنما يرسلها,واستدلو بحديث أبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه حتى
رجع كل عظم إلى موضعه في أصل الخلقة,وهذا لا يكون
إلا في حالة الإرسال,فدل على أن السنة والأكمل الإرسال,ثم إنه لم يذكر أحد
من الصحابة أنه وضع يده اليمنى على اليسرى صراحة بعد الرفع من الركوع.
2-وذهب بعض السلف إلى أن القبض هو السنة
واستدلوا بعمومات منها ((أمرنا معاشر الأنبياء بوضع إيماننا على شمائلنا في
الصلاة)),واستدلو باستصحاب الحال بعد الرفع من الركوع قياسا على القيام قبل الركوع,ورد
عليهم أن الاستصحاب يعمل به إذا لم يعارضه
نص كما في حديث أبي حميد, فدل على عدم القبض والأمر واسع,والأحرى والأكمل
والأفضل  والذي ينبغي أن يعمل به في هذه
المسألة مذهب السلف والجماهير.
53- ومن الآداب المرعية في الصلاة:عدم مسابقة
الإمام في السجود؛لأن الأصل متابعة الإمام والعمل بعده,يقول البراء:((كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم يحن رجل منا ظهره حتى يسجد ثم
نسجد بعده))[رواه مسلم وأحمد],وفي رواية لمسلم :((لم يحن أحد ظهره حتى يضع صلى
الله عليه وسلم جبهته على الأرض, ثم يخر من وراءه سجدا))فلا  يجوز
مسابقة الإمام ولا مساواته بل يسجد بعده,فقد يشيب عارض العبد في الإسلام
ولا يقبل الله له صلاة واحدة,ومتى يكون ذلك إما أن يكون جاهلا بأحكام الصلاة فيصلي
والنجاسة قد أصابته,أو يكون جاهلا بأحكام الغسل فيصلي وغسله غير معتبر,أو يصلي
فيضيع للصلاة بعض أركانها أو شروطها,فيوجب ذلك حبوط عمله,فينبغي للمسلم أن يتعلم
دينه وكيفية صلاته حتى يتقن عمله.( فلا خير في عبادة لافقه فيها )لانه قد ياتي
بمبطل وهو لايشعر
54-ومن الآداب المرعية في الصلاة:أن يسجد حتى
يطمئن ساجدا,ففي الحديث:((ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا))[رواه البخاري],مع الاعتدال في
السجود,ففي الحديث:((فإذا سجد وضع يديه غير مفترشهما ولا قابضهما واستقبل بأطراف
أصابع رجليه القبلة))[رواه البخاري].والمعنى:أنه لا يفترش ذراعيه,ولا يقبض أصابع
يديه, بل يستقبل بأطراف أصابع يديه ورجليه القبلة,ويضع يديه حذاء أذنيه ومنكبيه,ففي
الحديث:((ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه))[رواه أحمد],وعن وائل :وإذا شق عليه
المجافاة فيرخص له الاعتماد على الركب,ففي الحديث:((اشتكى أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم مشقة السجود إذا انفرجوا فقال:استعينوا بالركب))[رواه أبو داود
والترمذي]
55- ومن الآداي المرعية في الصلاة:السجود على
أعضاء السجود السبعة.ففي الحديث:(( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم:الجبهة-وأشار بيده
على أنفه-واليدين, والرجلين,وأطراف القدمين,ولا نكف الثياب  ولا الشعر))[رواه مسلم],ولا يرفع شيئا من هذه
الأعضاء حالة السجود,ومن فعل ذلك فقد خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم,فكل عضو
من الأعضاء السبعة يسجد,ففي الحديث:((اليدان تسجد كما يسجد الوجه))[رواه أبو
داود].
وهنا خطأ يفعله بعض العوام أنه إذا سجد
للتلاوة وضع أصبعه في مكان التلاوة ويقلب كفه وقد يقبضه في سجوده,وهذا خطأ؛لأن
السنة بسط الكف على الأرض كما هو محفوظ عنه صلى الله عليه وسلم.
كما أنه ينبغي مباشرة الجبهة والأنف الأرض
وتمكينها منها  لا كما يفعله بعض
المتكبرين,فبمجرد أن تلامس جبهته الأرض رفع رأسه,وبعضهم يسجد على جزء يسير من
جبهته,أو يسجد على طرف أرنبة الأنف من أجل
المحافظة على هيئته كغترة أو عمامة,وبعضهم لا يسجد لا على جبهته ولا على
أنفه,فإذا كاد يباشر الأرض رفع رأسه.وهذا كله خلاف هديه صلى الله عليه وسلم,ففي
الحديث:((أنه سجد فرئي على جبهته وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها بالناس))[رواه
أبو داود],ومن سجد على كورة العمامة أو الطاقية أو طرف الشماغ صح سجوده على الصحيح
من أقوال أهل العلم,لكن الأفضل مباشرة الأرض حتى يصيب السنة على وجهها.
56-ومن الآداب المرعية في الصلاة :الدعاء في
السجود.والدعاء نوعان:دعاء ثناء كقوله:{وءاخر دعواهم أن الحمد لله رب
العالمين},ودعاء مسألة,ولهذا فإنه ينبغي الجتهاد في الدعاء في السجود؛لأن هذا
الركن أفضل الأركان الفعلية في الصلاة وسرها التي شرعت من أجله وفي الحديث (عليك
بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة الا رفعك بها درجة ) رواه مسلم, وقال تعالى
{واسجد واقترب}والمراد قربه سبحانه من الداعي في السجود, وحديث :((أما السجود
فأكثرا فيه من الدعاء,فقمن أن يستجاب لكم)),فأمر بالاجتهاد في الدعاء لقرب العبد
من ربه وهو ساجد,وهذا قرب خاص,وقد أمر المصلي أن يقول في سجوده)) سبحان ربي الأعلى
وبحمده)),وحديث ابن مسعود:((إذا سجد العبد فقال في سجوده:سبحان ربي الأعلى  ثلاثا فقد تم سجوده وذلك أدناه))[رواه
أبوداود].
وذلك أن السجود غاية الخضوع والذل من العبد,وغاية
تسفيله وتواضعه بأشرف شيء فيه لله,وهو وجهه فيضعه على التراب,ولماكان العبد في
غاية خضوعه وسفوله ناسب أن يصف ربه بأنه الأعلى ,والأعلى أبلغ من العلي, فإن العبد
ليس له من نفسه شيئ ,فاعتبر نفسه عدما محضا وليس له من الكبرياء والعظمة نصيب,فلما
كان السجود غاية سفول العبد وخضوعه سبح اسم ربه الأعلى ,فهو سبحانه الأعلى والعبد
الأسفل, وليس بين  العبد وربه إلا محض
العبودية,وكلما كملها قرب العبد من ربه,وكلما عظم فقره لربه كان أغنى,وكلما عظم
ذله له كان أعز,وما في هذه النفس من الأهواء المتنوعة وتسويل الشيطان لها
تبعدها  عن الله حتى تصير ملعونة بعيدة من
رحمة الله.
واللعنة هي البعد عن الله,ومن أعظم ذنوبها
إرادة العلو في الأرض,والسجود فيه غاية سفولها{إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين}.
57-ومن الآداب المرعية في الصلاة :عدم مسابقة
الإمام في السجود.وقد تلاعب الشيطان بكثير من المصلي في هذا الركن بالذات,فمنهم من
يسابق الإمام أو يساويه,فلا هو صلى وحده ولا بإمامه اقتدى,ففي الحديث:((إنما جعل
الإمام ليؤتم به ,فإذا كبرفكبروا,وإذا سجد فاسجدوا,وإذا رفع فارفعوا))[رواه
مسلم]وحديث:((الإمام يرفع قبلكم ويسجد قبلكم)).
58- ومن الآداب المرعية في الصلاة:أنه إذا سجد
وضع ركبتيه أولا ثم يديه ثم جبهته.ففي الحديث وائل رضي الله عنه :((رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه))[رواه أحمد وأبوداود
والترمذي],وقال الترمذي:العمل عليه عند أكثر أهل العلم يرون أن يضع الرجل ركبتيه
قبل يديه.وعند أحمد :رايت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل
يديه.وذكر ابن خزيمة أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ,ولهذا رجح أهل العلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بروك كبروك البعير,وهوإذا برك وضع يديه أولا.ثم
إن هذا الأدب هو الأليق بالمصلي فيضع ركبتيه أولا إذا سجد؛لأن أول ما يقع من
المصلي على الأرض منها الأقرب وهي الركبه.
59-ومن الآداب المرعية في الصلاة :التجافي في
السجود مع ضم العقبين,فيجافي  يديه عن
جنبيه,ففي الحديث:((أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين  يديه حتى يبدو بياض إبطيه)),لكن إذا كان المصلي
في جماعة فلا يبالغ في المجافاة حتى لا يضيق على من حوله, وإنما يستحب المبالغة
فيها للإمام والمنفرد , لأن فيها إظهار للذلة و الخضوع لله سبحانه, ففي سنن ابن
ماجه:((أنه إذا جافى صلى الله عليه وسلم أشفق
عليه الصحابة)والسبب في ذلك أنه أدعى لكمال السجود,فيسجد كل عضو,ففي
الطبراني :((واعتمد على راحتيك ,وأبد ضبعيك,فإذا فعلت ذلك سجد لك عضو منك)),وفيه
إظهار للنشاط في العبادة المنافي للكسل والخمول,ولهذا نهي المصلي أن يبسط ذراعيه
كالكلب؛لأن هذا الانبساط يدل على الخمول والكسل كما في قوله تعالى:{وكلبهم باسط
ذراعيه},أما ضم العقبين في السجود فلحديث ((فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا
بأطراف أصابعه القبلة))[رواه ابن ماجة عن عائشة].
60-ومن الآداب المرعية في الصلاة:الدعاء بين
السجدتين.وإطالة هذاالركن بقدر السجود,ويضع يديه على فخذيه,ففي حديث وائل بن
حجر:((فلما سجد وضع يديه من وجهه بذلك الموضع,فلما قعد افترش رجله اليسرى ووضع يده
اليسرى على ركبته اليسرى,ووضع حد مرفقه على فخذه اليمنى,وعقد ثلاثين وحلق واحدة,
وأشار بأصبعه السبابة))[رواه أحمد وسنده صحيح], وفي رواية:((ثم سجد فوضع يديه حذو
أذنيه’ثم جلس فافترش رجله اليسرى,ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى,ووضع ذراعه
اليمنى على فخذه اليمنى,ثم أشار بسبابته,ووضع الإبهام على الوسطى وقبض سائر
أصابعه,ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه))[رواه أحمد],وفي رواية له أيضا عند أحمد:((ثم
سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه,ُثم قعد فافترش رجله اليسرى فوضع كفه اليسرى على فخذه
وركبته اليسرى,وجعل حد مرفقة الأيمن على فخذه اليمنى,ثم قبض أصابعه فحلق حلقة ثم
رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها,ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس
عليهم الثياب تحرك أيديهم من تحت الثياب من البرد))[رواه أحمد عن وائل].
فنخرج من هذه الروايات على سنية الإشارة
بالسبابة بين السجدتين وتحريك الأصبع السبابة والدعاء بها,وقد اختار هذاالقول ابن
القيم,وهو الأظهر لكون هذا الصحابي له عناية خاصة في نقل صفة صلاته صلى الله عليه
وسلم,فقد قال:قلت:((لأنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي))فذكر في
هذاالحديث:
1-سنية الإشارة بين السجدتين,وذكر مكان المرفق
على الفخذ.
2-قبض أصبعيه والتحليق بالوسطى والإبهام.
3-تحريك السبابة ورفعها.
4-الاستمرار بالتحريك إلى آخر الدعاء لكن لو
ترجح عند البعض عدم سنيته فلا ينكر عليه,وقد قال به جماهير أهل العلم.
62-ومن الآداب المرعية في الصلاة:أن الركعة
الثانية كالأولى إلا في خمسة أشياء:السكوت,والاستفتاح,وتكبيرة الإحرام,وتطويل
الركعة الأولى ,والاستعاذة,فيكتفى بها في الركعة الأولى.
63-ومن الآداب المرعية في الصلاة : أن يكون
نهوضه في كل ركعة على صدور قدميه وركبتيه معتمدا عل فخذيه.كما  ذكر ذلك وائل وأبو هريرة,ولا يعتمد على الأرض
بيديه إلا إذا ضعف,وهذالأدب سنة يستحب الإتيان بها,فيرفع أولا رأسه ثم ركبتيه,
فيرتفع عن الأرض الأعلى فالأعلى ,وهذا أيضا عكس فعل البعير,فإنه إذا نهض نهض
برجليه أولا وتبقى يداه على الأرض وهو منهي عنه.
64-ومن الآداب المرعية في الصلاة :تخفيف
ماالسنة تخفيفه كالتشهد الأول,فقد كان صلى الله عليه وسلم يخفف هذا التشهد جدا حتى
كأنه على الرضف وهي الحجارة المحماة,ولم ينقل عنه في حديث أنه كان يأتي بالتشهد
الأخير ولا الدعوات التي قبل السلام  في
التشهد  الأول, ومن استحبها فقد استدل
بعموميات مقيد بالتشهد الأخير,فقد ثبت عند ابن أبي شيبة((أن أبا بكركان إذا جلس في
الركعتين كأنه على الرضف))[وإسناده صحيح],وحديث:((ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين
يفرغ من تشهده,وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو ثم
يسلم))[رواه أحمد ورجاله موثقون].
65-ومن الآداب المرعية في الصلاة:إشارة المصلي
بأصبعه السبابة في التشهد وبين السجدتين.ففي الحديث عن ابن عمر((أنه كان إذا جلس
في الصلاة وضع يديه على ركبتيه وأشار بإصبعه واتبعها بصره ثم قال:قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم:لهي أشد على
الشيطان من الحديد يعني السبابة))[رواه أحمد].وعند البيهقي عنه أيضا أنه صلى الله
عليه وسلم قال:((تحريك الأصبع مذعرة للشيطان))ولأجل هذه الفائدة كان الصحابة
يتواصون بذلك ويحرصون على هذه السنة المهجورة في هذاالزمان.
أما صفة الإشارة فكان لا ينصبها ولا ينيمها بل
يحنيها شيئا,ففي حديث نمير الخزاعي رضي الله عنه:((رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهوقاعد في الصلاة رافعا أصبعه السبابة وقد حناها شيئا وهويدعو))[رواه أحمد].
66-ومن الآداب المرعية في الصلاة :استحضار
معاني التشهد. فيقولها العبد بصدق ويقين ومحبة ومتابعة وبحضور قلب لا كمال يفعل
بعض المصلي الذين يدعون الله بقلوب منصرفة,وقد ورد أن الله لا يستجيب دعاء من قلب
غافل لاه,فليتنبه لهذا وليجاهد العبد شيطانه ولا يستسلم له بسهولة,بل كلما حس من
نفسه ضعفا فليستعن بربه,وهذا في كل ركعة مع العلم أن الاستعاذة والتسمية في التشهد
لم تنقل عنه قط صلى الله عليه وسلم. فيستفتح التشهد بقوله التحيات ( أي جميع
التحيات والدعوات والتعظيمات من قيام وقعود وسجود وغير ذلك كلها لله ) قال الشيخ
محمد بن عبدالوهاب ( ان جميع التحيات لله استحقاقا وملكا ) وقال حفيده ابن ابراهيم
( التحيات لله يعني ان الرب جلا وعلا هو المستحق لجميع انواع التعظيم ) وهذا
يعطينا ان أي وقوف لغير الله تعظيما لايجوز ومن نفى التعظيم اثناء وقوفه
للشيء  فهو مغالط  ومعناه ان يكون وقوفه من باب العبث لانه ما قام
الا من اجل اظهار التعظيم فلا يجوز صرفه الا لله
67-ومن الآداب المرعية في الصلاة:أن يكون نظره
في حالة الجلوس للتشهد أو بين السجدتين إلى أصبعه السبابة وهو يحركها.ففي
الحديث:((وأشار بالسبابة ولم  يجاوز بصره
إشارته))[رواه أحمد],وورد عند مسلم في صفة الجلوس في الصلاة أنه كان  إذا قعد يدعو أشار بأصبعه السبابة,وهذا أمر مهم
ينبغي ألا يهمل.
68-ومن الآداب المرعية في  الصلاة: المحافظة على الدعاء في التشهد
الأخير.وخصوصا الأمور الأربعة التي أمرنا أن نستعيذ بالله منها حتى قيل:إن هذا
الدعاء واجب في الصلاة لأهميته,ففي الحديث:((أمر المسلمين أن يستعيذو في تشهدهم من
عذاب القبر,وعذاب النار,وفتنة المحيا والممات,وفتنة المسيح الدجال))[رواه مسلم].
يقول بعض الفضلاء: كنت أستعيذ بالله من فتنة
المحيا والممات بقلب منصرف, ولا أحس بقيمة هذه الدعوة كما ينبغي,فلما رأيت فتنا
عظيمة ومحنا جليلة أدركت عظيم هذه الدعوة,وإذا قلتها أصبحت أقولها وأستشعر
معناها,وهذه الفتن الأربع هي أعظم فتن تقابل العبد في الدنياوالآخرة,فينبغي أن
تعطى أعظم الاهتمام,فإن كثيرا من المصلين من يستعيذ بالله منها بقلب  منصرف ولا يحس بقيمة هذه الدعوات.نعوذ بالله من
فتنة النار وعذاب النار,ومن فتنة القبر ومن عذاب القبر,ومن فتنة المحيا والممات,
ومن فتنة المسيح الدجال.وقد بسطت الحديث عنها في كتابي مشاهدة القيامة وموقومات
الثبات على الهداية تحت مبحث تذكر الاخرة
69-ومن الآداب المرعية في الصلاة:التورك في
التشهد الأخير إذا كان في الصلاة تشهدان.وما عداه يكون ناصبا اليمنى وجالسا على
اليسرى,وصفة التورك:أن يخرج الرجل اليسرى من الجانب الأيمن مفروشة,ويجلس على
مقعدته وتكون الرجل اليمنى منصوبة,وهذه إحدى صفات التورك,وهذه الجلسة تسمى جلسة
الأسير هي والتي بين السجدتين,وإذا وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وعقد ثلاثا
وخمسين وأشار بالسبابة,وجعل حد مرفقة الأيمن في فخذه وقبض بكفه اليسرى ركبته
اليسرى,وانحنى إلى اليمين ورمى ببصره إلى إشارته؛فهذه هي جلسة العبدالذليل الجاثي
على ركبتيه كهيئة الملقي نفسه بين يدي ربه راغبا وراهبا,فينبغي للمصلي أن يصدق في
الرغبة وطلب المغفرة والعفو والرحمة.أما الجلسة الثانية في التورك:أن يفرش القدمين
جميعا ويخرجهما من الجانب
الأيمن,والثالثة:أن يفرش اليمنى ويدخل اليسرى بين فخذه وساق الرجل
اليمنى,وكلها وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
70-ومن الآداب المرعية:ختم الصلاة بالسلام
.ففي الحديث:((وتحليلها التسليم))والواجب تسليمتان كما في حديث سعد,فقد روى خمسة
عشر نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك,لكن ثبت أيضا حديث
التسليمةالواحدة,وقد أعله ابن عبد البر,وعليه فلا ينكر على من قام بعد السليمة
الاولى يقض مباشرة لكونها سنة محفوظة,لكن ينبغي المحافظة على التسليمتين لمكان
محافظته صلى الله عليه وسلم عليهما.
71-ومن الآداب المرعية:حذف السلام وعدم
تمطيطه. ففي الحديث))حذف السلام سنة))[رواه أحمد والترمذي وقال:حسن صحيح],قال ابن
المبارك: أن لا يمده مدا.وقال ابن سيد الناس:يستحب أن يدرج لفظ السلام ولا يمده
مدا,يعني تخفيفه والسرعة فيه.قال الترمذي:وهو الذي يستحبه أهل العلم,والعجيب أن
هذه السنة مهجورة وسوف تسمع وترى من يمطط لفظ السلام عند الخروج من الصلاة ,ومن
الأخطاء في السلام أن بعض المصلين يلتفت إلى اليمين قبل أن يتلفظ بالسلام,والأولى
أن يبدأ بالسلام وهو متجه للقبلة ثم ينصرف بوجهه إلى اليمين ,وكان من هدي صلى الله
عليه وسلم أن يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده إذا مال ناحية اليمين, وبياض خده إذا
مال ناحية الشمال.
وهنا تنبيه أن البعض يتكلف في تطبيق هذه السنة
حتى ينحرف بصدره,والصحيح أنه يرى بياض خده حين ينصرف بوجهه حتى يكاد دقنه يمس
كتفه,أماالصدر ثابت نحو القبلة,وقد يتعذر رؤية بياض الخد لمن خلف الإمام لمكان
الشماغ.
72-ومن الآداب المرعية:عدم مسابقة الإمام بعد
السلام بالخروج قبل انصرافه وتوجهه إلى الناس.ففي الحديث:((إني إمامكم فلا تسبقوني
بالركوع ولا بالسجود ولا بالقعود ولا بالنصراف,فإني أراكم من أمامي ومن
خلفي))[رواه أحمد عن أنس],فلا يجوز مسابقة الإمام قبل انفتاله وانصرافه إلى اليمين
أو الشمال,بل يبقى مكانه حتى ينصرف الإمام عن القبلة. وينبغي للإمام ألا يقعد بعد
السلام إلا بمقدار ما يستغفر ثلاثا ويقول:اللهم أنت السلام ومنك السلام ,تباركت يا
ذاالجلال والإكرام.
73-ومن الآداب المرعية:الاستغفار بعد السلام
مباشرة.ففي الحديث:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاانصرف من صلاته استغفر
ثلاثا))وقد ورد في فضل الاستغفار بعد السلام حديث في مسند أحمد:((من توضأ فأحسن
الوضوء ثم قام يصلي ركعتين يحسن الركوع والخشوع,ثم استغفر غفرله)) لان الاستغفار
يجبر نقص التقوى ويجبر نقص الطاعات من القيام بحق العبودية ونقص التعظيم وطلب
المغفرة لا يكون إلا من الشعور يالتقصير والنقص,وكل هذا اعتراف بالعجز والتقصير من
المصلي لعلمه بما يستحق الرب جل جلاله من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة
والباطنة,وأن العبد أعجز وأضعف وأقل من أن يوفيها حقها؛ فكيف يرضى بها
لربه؟!فالمخلص لا يرضى بشيئ من عمله ولا يرضى نفسه لله طرفة عين،فالاستغفار يكون
للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته وتقصير,لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة ومن
بها على ربه.
بل أن الله لو حاسبنا على السهو والغفلة في
الصلاة لعذبنا فضلا عن معاصينا,إن الملائكة العباد المكرمين الذين يسبحون الليل
والنهار لا يفترون ولا يسأمون ولا يملون؛إذا جاءوا يوم القيامة يعتذرون إلى ربهم
ويقولون:((سبحانك ماعبدناك حق عبادتك إلا أننا لا نشرك بك شيئا))[رواه
الطبراني],فكيف بصلاتنا التي نصفها سهو وغفلة,ولهذا فإن المؤمن يرى حسناته خلف
ظهره وسيئاته نصب عينيه,وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه,وسيئاته خلف
ظهره,والله المستعان.
74-ومن الآداب المرعية:الحرص على الأذكار التي
بعد السلام.شكرا لله على أنعامه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة وتأسيا بالنبي صلى
الله عليه وسلم في المحافظة عليها وعقدها بالأنامل,ففي الحديث:(( معقبات لا يخيب
قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة:ثلاث وثلاثون تسبيحة, وثلاث وثلاثون
تحميدة,وأربع وثلاثون تكبيرة))[رواه مسلم عن كعب بن عجرة]
وعند مسلم أيضا:((تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر
كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة))وفي رواية:وقال تمام المائة:((لاإله إلا الله وحده لا
شريك له,له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير,غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد
البحر))[رواه مسلم].وقد ذكرت انواع التسبيح بعد السلام الاربعة في كتابي اسعد
الناس في الصلاة
ولهذا فإنه ينبغي للمسلم المحافظة على هذه
الأذكار خصوصا أن العبد غالبا لا  يذكر
الله بعد الخروج من الصلاة,وقد أمرناالله بالإكثار من ذكره,فعلى الأقل المحافظة
على هذه الأذكار بعد الصلوات المكتوبات.
وهناك فرق بين من يقولها بقلب حاضر وبين من
يقولها ثم يتساءل في النهاية:هل قالها ام لا؟فتجد هذا الصنف من الناس من يقول هذه
التسبيحات وهو ينظر إلى الجدران ,أو يتفقد أولاده فيقولها بقلب غافل لاه,أضف إلى
ذلك أنه ينبغي عند التسبيح بالأصابع,فقد قال صلى الله عليه وسلم للنساء:((سبحن واعقدن
بالأصابع,فإنهن مسؤولات مستنطقات))مع الحرص على عدم الزيادة على العدد المشروع
اتباعا للسنة ففيها الكفاية.
وهنا تنبيه يفعله بعض الأئمة عن حسن قصد وهو
المكث في مكانه بعد الانتهاء من الأذكار إذا كان إماما؛لأن المحفوظ عنه صلى الله
عليه وسلم أنه ينصرف بعد الانتهاء من الأذكار إلا في صلاة الصبح أو لحاجة كوجود
مستفت.
75-ومن الآداب المرعية:المحافظة على السنة
الراتبة والإتيان بها على أحسن الوجوه.فهذا دأب عباد الله الصالحين,وتأسيا بنبينا
الكريم الذي كان يقضيهما إذاشغله شاغل,بل لقد قضى سنة الظهر بعد صلاة العصر,فماذا يقول
المضيع لهذه السنة عندما يتركها رغبة عنها وليس عنده ما يشغله وقديتركها ثم يجلس
واقفا عند باب المسجد ينتظر بعض رفاقه,ويدعي بأن السنة مايثاب فاعلها ولا يعاقب
تاركها,لكن سوف يعلم غدا إذاقال الله:((انظروا هل لعبدي من نفل يجبر به فرضه))وفي
الحديث عند أبي داود قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فقال:رسول
الله,لقد ربحت اليوم ربحا ما ربحه أحد من أهل الوادي.قال صلى الله عليه
وسلم:((ويحك,ماربحت؟))قال:مازلت ابيع وأبتاع حتى ربحت ثلاثمائة أوقية,فقال صلى
الله عليه وسلم))أفلا انبئك بخير ربح؟))فقال:ماهو يا رسول الله ؟قال:((ركعتين بعد
صلاة))فهل من مدكر ومعتبر؟!.

وبعد الانتهاء من هذه الاداب خمسة وسبعون ادبا
احب ان اتوج واختم هذا المبحث اللطيف بعلامات قبول الصلاة الاربعة
1- ان يجد المصلي حلاوة في قلبه لان الصلاة
مناجاة للرب ففي الحديث ( اذا قام احدكم يصلي فانما يناجي ربه ) فاذا حصل هناك
مناجاة بين العبد وربه وفتح له الباب وجد لذة المناجاة لان العبد اذا قال الحمد لله
قال الله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثني علي عبدي الى اخره ) فاذا
انصرف العبد من صلاته ووجد حلاوة في القلب لانك لم تسمع كلام الله حينما يرد عليك
في قراءة الفاتحه فعلامة الاتصال وجود حلاوة  
2- ان يجد انشراحا في الصدر لان الصلاة نور
وفي الحديث ان النور اذا دخل الصدر انشرح )
3- ان يجد خفة في نفسه لان الصلاة مكفرة
للذنوب والمعاصي توهن البدن وتثقله فاذا قبلت الصلاة وكانت مكفرة وجد خفة في بدنه
ووجد نشاطا يقول الله ( وكفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم )
4- انه يسلم من صلاته وقد اثرت في سمعة وبصره
وقلبه وسائر جوارحه فيجد نفسه محبة للخير مبغضة للشر لان الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر فاذا اقام الصلاة كره الشر واحب الخير لكن من الناس من يدخل الصلاة وهو
يحب الربا ويخرج منها وهو يحب الربا ويدخل الصلاة وهو يحب الغناءوالرقص ويخرج منها
وهو محبا الغناء
وعليه من خرج من صلاته وقد جمع الله له هذه
الكرامات فاصبح  عنده حبا للصلاة كما قال
صلى الله عليه وسلم ( ارحنا بها يا بلال ) دل على قبول صلاته  ولذلك لما احب السلف الصلاة قال الله فيهم (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) ( والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) ( تتجافى
جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ) ( امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما
)
وكان الامام احمد يصلي في اليوم والليلة ثلاث
مائة ركعة غير الفرائض وكان نبينا يقول ارحنا بالصلاة يا بلال وقال ايضا وجعلت قرة
عيني في الصلاة ) نسال الله ان جعل الصلاة قرة لاعيننا وراحة لبالنا
ونحن في الختام نستغفر الله العظيم من كل
مازلت به القدم,أو طغى به القلم  في كتابنا
هذا أو غيره من الكتب,ونستغفره من أقوالنا التي لا توافق أعمالنا,ونستغفره
مما  ادعينا وأظهرنا من العلم والبصيرة
بدين الله مع التقصير فيه,ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه الكريم ثم خالطه
غيره,ونرجو المغفرة والتجاوز عن جميع الذنوب والزلات.
تمت هذه الرسالة ولله الحمد,حمدا يملأ الكون
أجمعه فاللهم لك الحمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك,ولك الحمد يوم
مننت على هذا العبد الضعيف بإنجاز هذا البحث اللطيف,حمدا غير مكفي ولا مكفور ولا
مستغني عنه ربنا.

كتبه/عبد الرحمن اليحي التركي تم الانتهاء
منها عام 1421هـ



السيرة الذاتية
 لعبدالرحمن يحيى التركي


عبدالرحمن التركي :

بداية
: مناي من الدنيا
  هو
الوصول إلى رضوان الله الاكبر، وإلحاق الرحمة بالناس ،وذلك بتبليغ رسالة الله
الى عباد الله، وتبليغ دعوة النبي إلى العالم
(بلغوا عني ولو ايه )،وشعاري هو قوله صلى الله عليه وسلم: " خَلّوا
بيني وبين الناس".ووصيتي لنفسي وابنائي وجميع الناس ( ان الله اصطفى لكم
الدين فلا تموتن والا وانتم مسلمون )



الحالة الاجتماعية :

- ولد عبدالرحمن بن يحيى
التركي بمدينة ابها بالواديين بالسعودية عام 1383هـ.

- متزوج ، وله سته ابناء وبنت ويكنى بابي احمد أنشأهم على حب الله
تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهم: أحمد ومحمد ويوسف وياسر واسامه ولمى وماهر.
المؤهلات
العلمية والعمل:

- نال شهادة كلية الشريعة بابها عام 1412هـ.

-  عمل مدرسا بالتعليم اربع سنوات منذو عام 1413هـ ثم انتقل الى
الحسبة عام 1416هـ 

- وهو يعمل الآن بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وشغل رئيسا
لهيئة الشعف بعسير لمدة عشر سنوات .
ابرز
شيوخه الذين تاثر بهم
1-     فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحيم الطحان وقد تتلمذ على يده بكلية
الشريعة
2-     وفضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي وقد لازمه بدرسه شرح سنن
الترمذي
3-     وفضيلة الشيخ سعد منصور العسيري لازمه واستفاد منه كثيرا
-
المؤلفات والبحوث :

المنشورة:
1-
النفحة القدسية شرح الاربعين النووية
2- اسعد الناس في
الصلاة
3-اسعد الناس في
رمضان
4-     اسعد
الناس في الحج
5-     مقومات
الهدايه والثبات عليها
6-    مشاهدة
القيامة
7-    حياة
وحلية محمد صلى الله عليه وسلم
8-    حقوق
المعلم
9-     اسعدزوجين
10-   تحفة
المدينة وساكنيها
11-  75 ادبا في الصلاة
12-  نافذه
على دار النعيم
13-  نافذه
على دار الجحيم
14-  نافذة
على داري النعيم والجحيم
15-  فوائد
المرض
16- موانع
الهداية
17- حتى
تبتسم في الصيف
18- احلى
مكان للمتنزهين
19-  دعوة
للتامل
20-  ثمرات
الايمان
21-  ثمرات
التقوى
22- ثمرات
الصلاة
23- ثمرات
الطهارة
24-  ثمرات
الصيام
25-  كيف
تحفظ القران
26-اتحاف
السادة اهل القران
27- الاداب
المرعية لمن حج او اعتمر
28- احكام
المغالبات
29- عشر
ذي الحجة
30-  هذا
نذير
31-  مجموعة
المقالات الكاملة



- خواطر مرسلة -.
افضل
كلمة سمعتها ان اعظم شيء يرفع الى السماء الاخلاص واعظم شيء نزل من السماء
التوفيق ( وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب)
قالوا
للعماد المقدسي أوصنا فقال ( اوصيكم بكثرة قراءة القران فانه على كثرة قراءة
القران يفتح الله لكم الخير قال ابن تيمية ( ما ندمت على شيء كندمي على كل لحظة
من عمري قضيتها في غير معاني القران ) اهم شيء التدبر
يقول
الشيخ على الطنطاوي خطبت  في الاذاعات
وعلى المنابر اكثر من ستين سنة وكان لي امال وتطلعات  واليوم لا اطلب من ربي سوى ثلاث الستر
والعافيه وحسن الخاتمه
يقول
كاتب هذه الاسطر وانا كذلك كتبت وخطبت اكثر من عشرين عام واليوم اسالك يارب فانك
حكمت وقضيت بان كل نفس ذائقة الموت وانت اكرم من سئل ان احسن وفادتي اليك
وترزقني شهادة يغبطني عليها الاولين
والاخرين وانك قضيت وحكمت بان الناس يحشرون وعندك يختصمون اللهم ارزقنا
الامن في القبور ويوم البعث والنشور وما كان لك من حقوق علي او علي والدي وذريتي
وزوجي  فاجعلنا في حل منه وما كان لخلقك
من حقوق فتحمله عنا واغفر لنا و لجميع المسلمين يوم يقوم الحساب







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق